قال النعم ميارة، الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، إن نجاح تنزيل الورش الملكي المتعلق بتعميم الحماية الاجتماعية على عموم المغاربة (22 مليون مواطن مستهدَف) يظل رهينا في المقام الأول بانخراط أطر وموظفي القطاع الصحي.
وأضاف ميارة، الذي كان يتحدث خلال افتتاح أشغال اللقاء التواصلي للجهات الجنوبية الثلاث المنعقد السبت بمدينة العيون، حول تحسين الوضعية الاجتماعية لمهنيي الصحة، تحت عنوان “تحسين الوضعية الاجتماعية لمهنيي الصحة رهين بمنظومة صحية جديدة متكاملة وشاملة”، أن “ورش الحماية الاجتماعية هو نتاج نضال طويل في مسلسل إصلاح القطاع الصحي؛ من خلال تثمين الموارد البشرية عبر قانون الوظيفة الصحية، وتقليص الخصاص في الموارد البشرية، وإصلاح نظام التكوين، إلى جانب الاهتمام بإصلاح مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وتأهيل المستشفيات، ورقمنة المنظومة الصحية ككل”.
وشدد المسؤول النقابي ذاته أمام عشرات المنتسبات والمنتسبين إلى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على أن “برنامج الدعم الاجتماعي المباشر الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعد آلية مؤسساتية مبتكرة لدعم القدرة الشرائية للأسر في وضعية هشاشة”، مؤكدا أنه “سيشكل ثورة اجتماعية حقيقية في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية”، ومشيرا إلى “مكانة المنظومة الصحية في سبيل إنجاح هذا الورش المجتمعي الهام، باعتماد إصلاحات جذرية ومهيكلة”.
كما اعتبر ميارة أن الحدث الأول من نوعه بعاصمة الأقاليم الجنوبية “يفتح شهية النقاش حول مسألة المنظومة الصحية التي ترتبط بمدى القدرة على أن توفر حس تضامني أولا، وإحساس حقيقي بضرورة الرقي بالمنظومة إلى مستويات تحفظ كرامة المواطنين”، لافتا إلى أن “التغطية الصحية تعد ركيزة أساسية في بناء منظومة صحية قوية، لأنها ستمكن من تطوير الخدمات الصحية”.
كما نوه المتحدث بالدور الريادي الذي يقوم به منتسبو الجامعة الوطنية للصحة بمختلف جهات وأقاليم المملكة في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للعاملين في القطاع، مردفا بأن “الجامعة الوطنية بجهة العيون الساقية الحمراء وكل مكاتبها الجهوية والإقليمية والمحلية ستظل دائما في طليعة المدافعين عن الشغيلة الصحية وعن حقوقها وتحصين مكتسباتها”.
ويأتي هذا اللقاء، وفق أحمد الحكوني، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة UGTM، “على ضوء الاجتماعات التشاورية للمكتب الوطني الذي بات ينعقد على مستوى الجهات، وتفعيلا لتوصيات الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وتماشيا مع التوجهات العامة الجهوية وتقريب منافذ استصدار القرارات من الأطر الصحية، وجعلها في صلب المشاركة وصناعة القرارات التي تهم المتغيرات التي تعرفها سياسة المنظومة الصحية بشكل عام”.
وأضاف الحكوني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المكاتب الجهوية للجامعة الوطنية بالجهات الجنوبية الثلاث كانت دائما فعالة في مختلف المذكرات الترافعية، خاصة في ما يتعلق بمراجعة قانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية، وكذا في الدفاع عن جل المكتسبات والملفات المطلبية للشغيلة الصحية خلال الحوار الاجتماعي مع الحكومة”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “الحركية التي تشهدها المنظومة الصحية على المستوى التشريعي والقرارات الوزارية المرتبطة بها تستوجب بالضرورة الإشراك الإيجابي لمهنيي الصحة بكل فئاتهم في بلورة مختلف النصوص التشريعية، على اعتبار أنهم الأكثر تضررا بالمشاكل التي يعرفها مسلسل الإصلاح”.
يذكر أن اللقاء التواصلي كان مناسبة لفتح نقاشات تفاعلية مستفيضة بين قيادات الجامعة الوطنية للصحة ومنتسبات ومنتسبي الهيئة النقابية، عرفت بسط هموم وانشغالات الشغيلة الصحية إثر التحولات العميقة التي تعرفها المنظومة الصحية الوطنية حاليا من تنزيل مجموعة من القوانين والنصوص التشريعية ذات الصلة.
المصدر: وكالات