دورة ثانية من منتدى منظومة التكنولوجيا الرقمية الذي تنظمه شركة “هواوي” استقبلتها مدينة الصويرة، اليوم السبت، بحضور مسؤولين رسميين مغاربة، من بينهم وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة غيثة مزور، والمستشار الملكي أندري أزولاي.
عرف المنتدى تكريم عدد من الكفاءات المغربية في مجال الابتكار الرقمي، من بينهم التلاميذ المبرمجون المغاربة الذين توّجوا بالرتبة الثالثة في البطولة العربية للروبوتات بقطر.
كما شهد المنتدى توقيع اتفاقيات بين “هواوي” وجمعية الصويرة موكادور لدعم الثقافة بالمدينة، واتفاقية مع وزارة الانتقال الرقمي، وأخرى تهم البحث العلمي والتكوين.
وقالت غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إن “الدينامية التقنية” تفوز كل مرة “بمنطقة من مناطق البلاد”، في سبيل تحقيق الإرادة الملكية في أن يكون الرقميّ خالقا للشغل، وأن يلتقي في تحقيق ذلك الفاعلون العامّون والخواص والمكوّنون.
واستحضرت الوزيرة نموذج “تكنوبارك الصويرة” الذي سيوفر للشباب الشغوفين بالتقنية والتنمية فضاء للعمل، والوصول إلى مصادر التمويل الوطني والدولي والاستفادة من خبرات مغربية ودولية.
وتحدثت مزور عن الرهان على مقاولات تخلق الثروات وتحقق التنمية، قائلة إن هذا جزء مهم من الاستراتيجية الوطنية للانتقال الرقمي التي تطوّرها الوزارة حاليا؛ فـ”المغرب يريد تقوية تموقعه الجهوي، ولم لا الدولي أيضا، لأن هناك إمكانا رقميا كبيرا”، يتطلب “تقوية التكوين، لتقوية رأسمالنا البشري، وجذب مستثمرين جدد محليين ودوليين”، وهو ما كان موضوع شراكة مع الوزارة الوصية على قطاع التعليم.
دافيد لي، المدير العام لـ”هواوي المغرب”، تحدث عن عشرين سنة من حضور الشركة الصينية بالمغرب، قائلا إن “هذه فرصة للتعبير عن عرفاني الكبير للحكومة المغربية وللزبائن وثقتهم”.
وذكر دافيد لي أن “80 في المائة ممن يشتغلون بهواوي المغرب، مغاربة، نظرا للحرص على الانتقال الرقمي والتطور الاقتصادي بالبلدان التي نحضر فيها. ولهذا، نعمل عن قرب مع متلقي الخدمات من أبناك، وصناعات، ومواصلات وغير ذلك”.
وتطرق المتدخل إلى التزامات الشركة البيئية “من أجل إنقاص البصمة الكربونية” واستعمال “الطاقة الخضراء”، مع العمل المستمر على “أن تصل التقنية كل عائلة وكل شركة”، جنبا إلى جنب “مع الحكومة والمؤسسات من أجل تحقيق المستقبل الرقمي معا”.
وعبّر أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، عن عرفانه لاختيار “هواوي” الصويرة، بعد الدورة الأولى بالرباط، قبل أن يتحدث عن “ثورة إنسانيتنا، وموقع ملكنا الطلائعي ذي الرؤية التي يوليها للشباب في التحول غير المسبوق الذي يعرفه العالم”.
وقال أزولاي إن “بترول المغرب” هو “قوتنا وثروتنا البشرية”، قبل أن ينبه إلى أن “الثورة الرقمية القائمة الآن التي لها تبعاتها التي يستعد لها العالم (…) فيها مخاطر أيضا، لأننا لا نغيِّر دون أن يكون رد فعل (…) فلكل صدمة ثمن ينبغي تأديته”.
ومع استحضار “غنى الحضارة المغربية وصمودها عبر القرون والألفيات”، أشار أزولاي إلى أنه مع تحدي التطور هناك تحدي الحفاظ على القيم؛ أي أن “تؤطَّر تطورات العلم، وتُغنى، بقدرتنا على الحفاظ على المكتسبات الفلسفية والأخلاقية والسلوكية”، ثم قال: “لي قناعة في هذا الموعد الصعب الذي يعرفه المغرب أنه سيكون له إسهامُ بلد قائد، نهضوي، رؤيوي، بقيادة الملك الذي وقّع مغرب الآخَرية والتنوع (…) وسيكون له موقعٌ مفتاح في الامتزاج بين العلم والإنسانية المتمسكة بقيمها الأساسية، وهو أمر مهم بقدر أهمية التطور العلمي”.
سناء الزباخ، مديرة التعاون والشراكات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ذكرت أن هذا الموعد احتفاء بالابتكار، وتحدثت عن “شراكات نفتخر بها مع شركاء مغاربة ودوليين”، في هذا المجال، لتكوين 100 ألف موهبة، وهو “مشروع أطلق في كل الجامعات المغربية لدعم قدرات الطلبة، ومفتوح حتى للطلبة من خارج مجال التخصص الرقمي، لمساندة شباب اليوم في تطوير قدراتهم من أجل أن تكون للرقميّ قوة إيجابية”.
طارق عثماني، رئيس المجلس الجماعي للصويرة، عبر عن سعادته بـ”استقبال عملاق التقنية بمدينتنا”، وقال: “نقوم الآن برقمنة مختلف خدمات المدينة، وتجمعنا مع هواوي شراكة في المجال الثقافي أيضا لمرافقة الأنشطة الثقافية لمؤسسة الصويرة موكادور”.
أما مباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، التي تدخّلت رقميا، فاستحضرت الأهمية الجهوية لـ”تكنوبارك الصويرة”، كما تناولت إمكانَ التنمية المستدامة في خلق وظائف، والحفاظ على التوازن البيئي، بتنمية قائمة على الطاقات المتجددة.
المصدر: وكالات