على بعد 45 كيلومترا من مدين ميسور، وبالضبط على أطراف الطريق الإقليمية رقم 5108 الرابطة بين ميسور وبولمان، على مستوى جماعة أنجيل (إقليم بولمان)، تقع المحمية البيولوجية لأنجيل، التي تم إحداثها على مساحة تقدر بـ247 هكتارا، من أجل إعادة توطين وتكاثر غزال آدم.
تعد المحمية البيولوجية لأنجيل، المحدثة سنة 1998، والتي تشرف على تسييرها الإدارة الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، فضاء طبيعيا وإيكولوجيا متفردا لحماية وإعادة توطين وتكاثر هذا الصنف من الغزال، الذي يعتبر من الأصناف المهددة بالانقراض في المغرب والعالم.
جريدة هسبريس الإلكترونية قامت بزيارة إلى هذه المحمية التي تعد فضاء إيكولوجيا جد مهم، وأيضا أحد نماذج الاهتمام الذي توليه المملكة المغربية لقضايا التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار في البعد الحمائي للتنوع البيولوجي ومنظومته الإيكولوجية الطبيعية، كما يعد هذا التنوع البيولوجي مصدرا للمناظر والأوساط الطبيعية ذات الجودة العالية.
في تصريحات متطابقة، أكد عدد من المهتمين بالمجال البيئي في إقليم بولمان أن هذه المحمية البيولوجية لأنجيل “تشكل جوهرة إيكولوجية فريدة تكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على التوازنات البيئية وحماية التنوع البيولوجي في مواجهة آثار التلوث وتقلبات المناخ والزحف العمراني المضطرد، كما تضفي هذه المحمية قيمة تراثية استثنائية على مجال البيئة الطبيعية”.
الحوسين اوحساين، فاعل مدني بإقليم بولمان، وصف المحمية البيولوجية لأنجيل بكونها “إرثا بيولوجيا زاخرا، ومرتكزا أساسيا للحفاظ على التوازن الطبيعي والبيئي وتحقيق التنمية المستدامة”، وقال إنها “تساهم في الحد من استنزاف الموارد والأحياء الطبيعية، بما يحافظ على التنوع البيولوجي الضروري لاستمرار الحياة”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المحمية “تندرج في إطار انخراط المغرب في الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الطبيعة وإعادة الإدماج التدريجي للحيوانات البرية في فضائها الأصلي، مما سيمكن النظام البيئي من استعادة توازنه الطبيعي، خصوصا وأن المغرب يتوفر على أكبر مخزون في العالم من أصناف مختلفة من الحيوانات البرية”.
يذكر أن محمية أنجيل البيولوجية لغزال آدم، أصبحت تصنف موقعا ذا قيمة بيولوجية وإيكولوجية، حسب المعلومات المتوفرة لهسبريس، بحيث تتوفر حاليا على أكثر من 46 غزالا من صنف غزال آدم، في انتظار ارتفاع الرقم خلال السنوات المقبلة من أجل تطوير شبكة من المنتزهات والمحميات والمواقع المخصصة لهذا الصنف الحيواني، وذلك في أفق الحفاظ على الموروث الطبيعي المكون للنظم البيئية الصحراوية.
ونظرا لتواجدها بالقرب من الطريق الرابطة بين ميسور وبولمان عبر أنجيل، أكد العديد من المواطنين أن تحديد أيام نهاية الأسبوع من أجل فتح المحمية أمام عموم الزوار، من شأنه أن يجلب للمنطقة إقبالا كبيرا من قبل الراغبين في الخروج من قهر جدران المنازل لمشاهدة غزال آدم عن قرب والتمتع بجو رائع وتنوع بيولوجي ونباتي مهم.
وستعرف المنطقة، في حالة فتح المحمية أمام الزوار، سياحة داخلية وخارجية مهمة، وسيكون لتشجيع السياحة الإيكولوجية أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي، بحسب الحسين أوحساين الذي أكد أن السلطة الإقليمية لعبت دورا مهما إلى جانب إدارة المياه والغابات في إنشاء وتنمية هذه المحمية، التي قال إنها “ستكون مستقبلا قبلة ووجهة وطنية صاعدة”.
المصدر: وكالات