علاقات و مجتمع
كل طفل مولود في العالم ينتظره عائلته لاستقباله والاحتفال بقدومه إلى الدنيا، إلا أن تلك الأحلام الوردية ليس لها مكان في غزة، فبعد أن أنجبت أم فلسطينية ابنتها بخمس ساعات فقط، لم تستطع حتى ان ترضعها، إذ قُصفت مستفشى الشفاء، خاصة الجناح الخاص بالولادة وحضانة الرضع، بالغارات الإسرائيلية، ثم حملت الجدة حفيدتها الرضيعة بين يديها، وانطلقت تبحث عن مكان آمن للنزوح من عنف قوات الاحتلال الإسرائيلي لتكون بذلك أصغر نازحة في غزة.
أصغر نازحة في غزة
في مقطع فيديو مؤثر انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة مؤلمة بينما تحمل جدة فلسطينية بين أحضانها حفيدتها، التي لم يمض سوى ساعات قليلة على ولادتها، ولكنها جاءت في الوقت والمكان الخاطئ، إذ قطع جيش الاحتلال الإسرائيلي التيارات الكهربائية، وانتهى المخزون الكافي من الأكسجين، بالإضافة إلى أن هناك أزمة في عدد غرف وأسرة الحضانات، وندرة المسلتزمات الطبية، يضاف إليها قصف مستشفى الشفاء التي نزح إليها آلاف من أهل قطاع غزة، الذين نجوا من تحت الأنقاض بعدما تدمرت منازلهم بالكامل.
وخلال المقطع ذكرت الجدة المآساة التي تعيشها ابنتها التي وضعت لتوها طفلتها الرضيعة، واضطررن إلى مغادرة مستشفى الشفاء على الفور، هاربين من الموت إلى مكان آخر قد يجدوه فيه ما لا تعرفه مدنهم ألا وهو «الأمان»: «بنتي ولدت الساعة 6 ونصف، والساعة 9 سندتها وهي لسه تعبانة مش قادرة تتحرك، فخلال 5 ساعات بس مقدرتش ترتاح كفاية هي طفلتها، ودلوقتي إحنا في رحلة عذاب للبحث عن مكان آمن نروح ليه».
39 رضيعا مهددون بالعناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي
فيما أعلنت اليوم وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، خلال مؤتمر صحفي، أن هناك نحو 39 طفل رضيع مهدد بالموت في أي لحظة في العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي، نتيجة قطع الأكسجين عن كافة الأجهزة، مضيفة أن 20 مستشفى من أصل 35 لم تعد تعمل بسبب غرات الاحتلال الإسرائيلي وعدم توفرنسبة كافية من الوقودن بالإضافة إلى أن تعرض مستشفى النصر للقضصف أيضا، أدى إلى تدمير قسم الحضانة واستهداف الطاقة الشمسية مما أدى لانقطاع الكهرباء والماء، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.