علاقات و مجتمع
منذ السابع من أكتوبر الماضي، اعتاد أطفال غزة على الاستيقاظ على أصوات قذائف الاحتلال الإسرائيلي، وقبل أن يفهموا ما يحدث من حولهم أو يصرخوا على أمهاتهم كي يحتموا بهن، يجدون أنفسهم تحت ركام منازلهم بجوار ألعابهم ودفاتر الدراسة، ليرحل الشهداء ويبقى الناجون منهم دون أهل أو عائلة، مشردون تغمرهم الجراح والدماء، يداويهم الأطباء بأدوات بدائية دون تخدير، الوضع المأساوي لأطفال وأهل غزة، سلط عليه الضوء، تقرير صادر من «الأممم المتحدة».
مسؤولة بالأمم المتحدة: الوضع كارثي في غزة
ليلى بكر المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، قالت إنها لا تجد الكلمات المناسبة لوصف الوضع الكارثي في غزة والفقدان الكامل للإنسانية، واصفة ما تشهده غزة بأنه وحشية غير مسبوقة لا يضاهيها شيء في تاريخ البشرية في الآونة الأخيرة.
معلومات صادمة عن حرب غزة
وفيما يلي تستعرض «الوطن» أبرز 6 نقاط صادمة تناولها التقرير:
– أكثر من مليوني شخص و200 ألف، من بينهم 50 ألف امرأة حامل منهن 5500 على وشك الولادة، محاصرون في قطاع غزة منذ شهر.
– قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت أكثر من 130 موقعا طبيا وصحيا بشكل مباشر، ودفع فريق صندوق الأمم المتحدة للسكان بمساعدات بسيطة للسيدات الحوامل.
– فتيات غزة يعانون من افتقاد الخصوصية في الملاجئ المكتظة بالنازحين، وبعض الأهالي بدءوا بإعطاء بناتهم عقاقير لوقف العادة الشهرية، لعدم وجود مستلزمات أو حمامات أو مياه.
– المدارس التي صارت ملاجئ وتبلغ طاقتها الاستيعابية 400 شخص فقط كحد أقصى، يوجد في بعضها حاليا 12 ألف نسمة، وهو ما يعني إمكانية وجود حمام واحد لألف نسمة.
– توفير أدوات بسيطة للسيدات الحوامل التي تم النجاح في الوصول لهن وهي: مفرش بلاستيكي، ومقص لقص الحبل السري، وقطعة صابون.
– لولا جهود مصر لكان الوضع الإنساني في غزة سيزداد سوءا.
مسؤول أممي سابق: من الصعب التنبؤ بالحالة الصحية لمواليد غزة
الموضوع في قطاع غزة، إنساني بالدرجة الأولى، بحسب حديث الدكتور مجدي خالد استشاري الصحة الإنجابية والمدير السابق لصندوق الأمم المتحدة للسكان، لـ«الوطن»، لافتا إلى أن السيدة الحامل التي تعرضت لظروف صعبة كتلك الموجودة في غزة، يهددها ذلك بخطر الولادة المبكرة أو الإجهاض أو إمكانية حدوث نزيف خلال الحمل، إضافة لبعض المخاطر الأخرى، فضلا عن أن عدم وجود مياه أو طعام نظيف، مع انتشار غبار القذائف يعرضهن للضغط العصبي
وتابع أن السيدات الحوامل معرضات للإصابة ببعض الأمراض كالحساسية، ما يؤثر على صحة الأجنة، فالولادة المبكرة قد ينتج عنها وفاة المولود والإشعاعات الناتجة عن أسلحة قوات الاحتلال قد ينتج عنها إصابة الأجنة بالتشوهات ولا يمكن معرفتها الآن إلا بعد الولادة للتعرف على نوعها، وفقا لـ «خالد».