وواصلت السعودية ممارسة ضغوط لتسريع نهاية للحرب، من خلال تنديد وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان، أمام مؤتمر في جدة عقدته منظمة التعاون الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بـ«صمت وتَقاعُس المجتمع الدولي عن الاضطِلاعِ بواجباته ومسؤولياته لوقف التصعيد، وحَقن الدماء، وضمان الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية العَاجِلة والضرورية». وأعرب عن «إدانة المملكة بأشد العبارات لما تتعرض له المرأة الفلسطينية، وعموم الشعب الفلسطيني، من انتهاكات ومُمارسات غير قانونية، وجرائم ضد الإنسانية على يد آلة الحرب الإسرائيلية».
وقال موقع إخباري إيراني أمس، إن الرئيس إبراهيم رئيسي سيتوجه الى العاصمة السعودية (الرياض)، لحضور قمة دعت إليها منظمة التعاون الإسلامي لبحث التطورات في فلسطين. وذكر موقع (اعتماد أونلاين) الإيراني، أنها ستكون أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للسعودية منذ تصالح البلدين في مارس 2023.
وبدت إسرائيل والولايات المتحدة أشد عزلة بسبب الفظائع الإسرائيلية في غزة؛ فقد أعلنت جنوب أفريقيا سحب جميع دبلوماسييها من إسرائيل للتشاور. وأعلنت ماليزيا، أمس (الثلاثاء)، أنها لن تعترف بأي عقوبات أحادية، رداً على مشروع قانون أمريكي يفرض عقوبات على الأجانب الذين يؤيدون حماس والفصائل الأخرى في فلسطين.
وكان مجلس النواب الأمريكي أقر، الأسبوع الماضي، مشروع «قانون منع التمويل الدولي لحماس». وينتظر أن يصوت مجلس الشيوخ لتمريره خلال الأيام القادمة. وقال رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، في رد خطي للبرلمان، إن فرض أي عقوبات على ماليزيا سيؤثر في الشركات والاستثمارات الأمريكية في ماليزيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أمس، إن تصريح وزير التراث الإسرائيلي بشأن استخدام قنبلة نووية في غزة «أثار عدداً كبيراً من التساؤلات». وقالت المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا إن القضية الأهم أن تصريح الوزير الإسرائيلي يبدو اعترافاً بأن إسرائيل تملك أسلحة نووية. وتقول فيديرالية العلماء الأمريكيين إن إسرائيل تملك نحو 90 رأساً نووياً. وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش مطالبته، أمس الأول، بوقف للنار في غزة. وبدا الموقف أشد تعقيداً بعدما تمسك كل من إسرائيل وحماس برفضهما أي وقف للنار؛ إذ إن إسرائيل تقول إنها لن توقف النار إلا إذا أطلقت حماس الرهائن الإسرائيليين والأجانب الذين تحتجزهم، فيما تقول حماس إنها لن توقف النار ما دامت غزة خاضعة للعدوان الإسرائيلي. وقال مراسلو «عكاظ» في غزة أمس: إن إسرائيل واصلت قصفاً عنيفاً من البر والبحر والجو على القطاع ليل الإثنين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد شهداء العدوان ارتفع الى 10022 شهيداً؛ بينهم 4104 أطفال.
89 قتيلاً من موظفي وكالة غوث
وقال غوتيريش: إن بين القتلى 89 من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة. وقال البيت الأبيض الليل قبل الماضي إن الرئيس جو بايدن، اتصل هاتفياً بنتنياهو، وأكد له تأييد أمريكا لإسرائيل، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين. وقال مراقبون: إنهم لا يعرفون كيف تتم حماية المدنيين بينما ترفض واشنطن فكرة وقف النار، وتواصل تزويد إيران بمزيد من الأسلحة الفتاكة ذات التكنولوجيا المتقدمة.
وأعلنت كتائب القسام (الذراع العسكري لحماس) أنها أعطبت 27 دبابة إسرائيلية ومركبة عسكرية خلال الساعات الـ48 الماضية. وفي بروكسل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق القائد السابق للجيش الإسرائيلي إيهود باراك للنسخة الأوروبية من صحيفة (بوليتيكو): «إن إسرائيل ليس أمامها سوى أسابيع فحسب لإلحاق الهزيمة بحماس؛ لأن الرأي العام العالمي لم يعد يطيق استمرار الحرب». وأشار باراك، إلى أنه يمكن تسليم قطاع غزة إلى قوة متعددة الجنسيات من الدول العربية للإشراف على غزة بعد الحرب؛ لكنه رأى أن العودة للدبلوماسية لتحقيق «حل الدولتين» مستبعدة جداً. وأشار إلى أن التعاطف الأمريكي والغربي مع إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر الماضي آخذٌ في الاضمحلال. وقال: كما ترون فإن النافذة آيلة للإغلاق. واضح أننا نسير باتجاه خلاف مع الأمريكيين بشأن الهجوم (الإسرائيلي). أمريكا لا يمكنها أن تُملي على إسرائيل ما تقوم به، لكن لا يمكننا أن نتجاهل الأمريكيين. وزاد: سيتعين علينا أن نتوافق مع المطالب الأمريكية خلال الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة القادمة.. وربما أقل من ذلك. وأضاف أن السند الغربي يتضاءل بسبب تفاقم الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين. وقال: إننا نخسر الرأي العام في أوروبا. وخلال أسبوع أو اثنين سنخسر تأييد حكومات أوروبية. وبعد أسبوع آخر ستتكشف خلافاتنا مع الأمريكيين. وأوضح باراك أن قوة عربية لحفظ السلام، تساندها الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي، وربما تشارك فيها وحدات رمزية من دول غربية، يمكن تجهيزها، على أن تبقى لنحو ستة أشهر لمساعدة السلطة الفلسطينية في تولي المسؤولية عن غزة.