حذر علماء المناخ مؤخرًا، من أنّ الاحتباس الحراري يتسارع بمعدل كبير، نتيجة لمحاولة سابقة للحد من تغير المناخ وتلوث البيئة، إذ أشار عالم المناخ جيمس هانسن في دراسة حديثة، إلى أنّ تقليل انبعاثات السفن، أثّر بالاتجاه المعاكس على درجات الحرارة، فعندما تتحرك السفن التجارية عبر المحيطات، فإنها تطلق العادم الذي يحتوي على مادة الكبريت، ومن المعروف عنه أنه يضر بصحة الإنسان والبيئة بشكل كبير.
تقليل «الكبريت» في وقود السفن زاد من الاحتباس الحراري
وفي عام 2020، دخل قانون دولي هدف إلى تقليل كمية الكبريت المسموح به بشكل كبير في وقود السفن، حيز التنفيذ، وكانت واحدة من الطرق، لتحقيق ذلك هي تجهيز السفن بالـ«المنقي»، وهو نظام تنظيف غازات العادم يعالج التلوث الذي عادة ما يخرج من الهواء ويُصرف في البحر، ومع ذلك فإن إلقاء النفايات في الماء تسبب في امتصاص المزيد من الحرارة في المحيطات، مما يعجل باختلال توازن الطاقة الذي يُخزِن مزيدًا من الحرارة مقارنة بالحرارة التي تُطلق.
وأوضح خبراء المناخ أنّ قانون الهواء النظيف الصادر عام 1970، الذي قاد حركة تنظيم التلوث الناجم عن وسائل النقل، هو ما أدى في 2020 إلى إصدار القاعدة العالمية لتقليل نسبة الكربون في الوقود، وهو ما أسهم بشكل كبير في الاحتباس الحراري، إذ إنّ العادم الذي يحتوي على الكبريت يساهم في إنشاء غيوم فوق المحيطات تدفع الحرارة إلى الفضاء كغازات معلقة، لكن المحيطات تحتجز الحرارة وتزيد من درجات الحرارة بشكل أسرع، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
تقديرات «هانسن» بزيادة درجة حرارة العالم
يذكر أنّ «هانسن» عالم في معهد الأرض بكولومبيا، وكان من أوائل العلماء الذين حذروا في الثمانينات، من تأثير غازات الاحتباس الحراري على ارتفاع درجات الحرارة، كما ادعى أنّ حالة عدم التوازن تسرع من معدل الاحترار العالمي مقارنة بالتلوث التقليدي الذي يُطلق في الهواء، وبالفعل وفقًا للخبراء، ارتفعت درجات الحرارة في العالم بمقدار 1.2 درجة مئوية، وصرح عالم المناخ في جامعة ستانفورد روب جاكسون أنه يثق في هانسن وتقديراته.
مؤيدو ومعارضو توقعات هانسن
وأصر عالم المناخ مايكل مان من جامعة بنسلفانيا في تقرير له، على أنّ الاحترار تزايد بشكل مستمر منذ عام 1990، مؤكدًا أنّ تغيير المناخ في الوقت الحاضر سيئ بما يكفي ولا حاجة لتضخيم القضية، وادعى أنّ هانسن لم يفِ بمعايير لتأكيد مزاعمه واعتقاداته، ومع ذلك فإن تحقيق بيانات إدارة الأمانة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، يدعم نموذج واعتقادات هانسن وفريقه، إذ نظر في بيانات المناخ من عام 1970 وحتى 2010، واُكتشف أنّ العالم يزداد احترارًا بمعدل 0.18 درجة مئوية في العقد الواحد، ومن المتوقع زيادة المعدل بنسبة 0.27 درجة مئوية في العقد بعد 2010، وهو ما أكدته نماذج NOAA.