علاقات و مجتمع
مشهد يهزر القلوب لسيدة فلسطينية رافعة يديها الملطخة بدماء ابنها للسماء وكأنها تتضرع إلى الله كي يعود مرة أخرى للحياة، فتلك القطرات التي خضبت يديها هو آخر ما تبقى لها منه، ولذلك ترفض أن تتخلى عنها، أو أن تغسلها بالماء والصابون، مؤكدة أنها مسك، بل أجمل، ويحكي وجهها كل أشكال الوجع والألم، حمل ملامح امرأة فلسطينية ملكومة فعبرت عن كافة الأمهات اللاتي فقدن أولادهن، ويرفضن التخلي عنهم بسهولة.
أم فلسطينية ترفض غسل يديها من دم ابنها الشهيد
في منتصف المستشفى تقف الأم المكلومة، رافضة أن تغسل يديها بالماء والصابون، مصرة على أن يبقى عليها الدم الذي سال من جسد ابنها الشهيد، لتظل رائحته الممزوجة بالمسك باقية على جلدها، مرددة بصوت يملؤه القهر والصدمة: «بديش، والله ما بغسلهم، كيف بدي نام بحضن أولادي يا يوسف».
مقطع فيديو قصير، تدواله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل بين طياته مشهدًا قاسيًا للأم الفلسطينية الصامدة، التي عاشت لحظات من الألم، بينما تزف ابنها إلى مثواه الأخير، غير قادرة على استيعاب رحيله بتلك الطريقة غير الإنسانية، بعدما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلها، وفرق شمل عائلتها، وخطف من بين أحضانها ابنها الشهيد، الذي لم يتبق منه سوى بعض من بقع الدماء على ثياب والدته ووجهها.
جرائم الاحتلال بحق نساء قطاع غزة
وقائع أليمة لا يمكن أن يطلق عليها مسمى آخر سوى إبادة جماعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إذ يواصل جيش الإحتلال الإسرائيلي عدوانه على الأهالي الأبرياء والأطفال والنساء.
وتجاوز جيش الاحتلال الإسرائيلي بهذه الأفعال كافة معايير قوانين حقوق الإنسان والمدنين، ويستمر في شن غاراته على منازل السكان المحليين، وقصف الأماكن الآمنة التي ينزح إليها الجميع، فهدم المستشفيات ودور العبادة، ليكون قطاع غزة بذلك عبارة عن أنقاض وركام، وآلاف من الشهداء والمصابين والجرحى.