علاقات و مجتمع
«ردي عليا ياما»، بتلك الكلمات الحزينة والممزوجة بالأسى، ودع شاب فلسطيني والدته التي استشهدت اليوم، ضمن عمليات قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على منازل قطاع غزة، حيث يسقط كل ساعة مئات من الشهداء والمصابين.
الوداع الأخيربين ابن ووالدته
في مقطع فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ظهر شاب غزاوي يدعى «عصام»، يضع يده على جسد والدته الشهيدة، وينادي عليها بصوت يملؤه القهر والألم، بأن تجاوبه وتخبره أنها بخير، بينما يقف الأهالي من حوله لمواساته ببعض الكلمات، داعين له بالصبر والاحتساب، قائلين: «شد حيلك يا عصام، الكل مكلوم وموجوع».
لا يوجد ما هو أقسى من الوداع الأخير، خاصة إذا كان لأحد أفراد العائلة، وتحديدا في غزة، يودع إذ يودع الشباب والأطفال كل يوم أمهاتهم وآبائهم يوميا، في ظل شن قوات الاحتلال الغارات والطائرات وقصف المنازل في مختلف مناطق القطاع.
جرائم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة
وأصبحت هذه المشاهد متكررة في كل منزل من غزة، إذ تتعرض المدينة إلى غارات مكثفة من الاحتلال بشكل متواصل، إذ تعمد الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفيات بداية من مستشفى الأهلي المعمداني ومرورا بمستشفى الصداقة، وهو ما يوصف بالإبادة الجماعية، وراح ضحايا تلك الجرائم آلاف من الشهداء بينهم الأطفال والنساء والمسنون، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد الوفيات بين الأطفال وصلت لأكثر من 40% في قطاع غزة بالكامل، وبذلك تكون قوات الاختلال تعدت القوانين الدولية، وتخطت معايير حقوق الإنسان بكل الأشكال.