حذرت دائرة القضاء في أبوظبي، من طريقة جديدة للاحتيال على الشباب الراغبين في الزواج، من خلال تنظيم زيجات وهمية عن طريق مواقع «خطّابات» مزيفة تتفق مع فتاة تلعب دور العروس ورجل يمثل دور المأذون، ويتم الإيقاع بالضحية والاستيلاء على الشبكة والمهر.
وتفصيلاً، حذّرت دائرة القضاء في أبوظبي، من محتالين يتبعون وسائل مختلفة للإيقاع بالضحايا، حيث لا يتوقفون عن تجديد خططهم وأساليبهم في الاحتيال الإلكتروني للإيقاع بضحايا جدد، مشيرة إلى أن أحدث طرق الاحتيال التي تم رصدها يتم الدمج فيها بين الواقع الافتراضي والواقع الفعلي، عبر تنظيم ثلاثي متشابك تتم من خلاله حياكة قصة وهمية بكل احترافية، تبدأ من حسابات «خطّابة» على مواقع التواصل الاجتماعي لتتحول إلى لقاء مع العروس للتعارف، ومن ثم الاتفاق على المهر ودفع جزء منه لإتمام مراسم الزواج، ليؤيد ذلك منتحل صفة مأذون فتكتمل القصة الخيالية ويقع الضحية في فخ الاحتيال.
وقالت الدائرة على حساباتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، عبر خدمة قصص وعبر: «ثلاثي الوهم يجتمع في خطابة وعروس ومأذون، جمعيهم وهميون ينصبون شباك الخديعة بإعلانات ترويجية على صفحات التواصل، تعرض التوسط بين من يريدون الزواج، ليتواصل الضحية مع الخطابة التي ترسل مواصفات الفتاة المراد خطبتها، وبعد الموافقة تطلب عمولتها لتنظيم اللقاء بين الشاب والفتاة، لكن هذه المرة لا تختفي بعد تسلم الأموال كما جرت العادة في كثير من حالات الاحتيال، بل تُكمل عمليتها بترتيب المقابلة لترفع حصيلة هذا المخطط الإجرامي». وأضافت الدائرة: «تحضر العروس في أبهى حلة لتبهر المتقدم للخطبة، فلا يتمالك نفسه إلا بالموافقة والحديث عن الترتيبات اللاحقة، لتخبره بضرورة دفع جزء من المهر في أول لقاء لضمان الجدية، وعندما تنتابه الدهشة من هذا التصرف تقترح فوراً الاستعانة بمأذون لسؤاله عن جواز ذلك. وبمجرد أن تشرع في الاتصال بهذا الشخص وفق الاتفاق المسبق بينهما، يسارع إلى تأييد كل كلامها، فيبادر الشاب إلى منح الأموال لعروسه، لتتبدد بعدها كل الأحلام ويختفي الجميع لتقاسم الأموال المستولى عليها». وأشارت الدائرة إلى أن الضحية بعد أن يفيق من صدمته وبعد محاولاته المتكررة للتواصل معهم، حيث لا يجد رداً وتكون جميع الهواتف مغلقة، يكتشف لحظة الحقيقة وأنه تعرّض للنصب والاحتيال، فيبلغ الجهات المختصة التي تباشر إجراءاتها بالبحث والتحري عن المحتالين، وعند ضبطهم اعترفوا بالواقعة واستيلائهم على المبالغ المالية لتقضي المحكمة بإدانتهم. وفي وقائع مشابهة أدى البحث عن عريس «لقطة» إلى إيقاع فتيات في فخ الاحتيال، حيث يستغل محتالون رغبة فتيات في الزواج نتيجة تأخر ارتباطهن بشخص مناسب، ويقومون بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يوهمون من خلالها ضحاياهم، بقدرتهم على توفير عرسان إماراتيين لهنّ، ويقومون بإرسال صور شبان لهن والادعاء أنهم عملاء لديهم يبحثون عن عروس، ويحصلون من الضحايا على مبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى 50 ألف درهم، في حال كانت الوسامة في العريس أحد الشروط، ويختفون فور الحصول على المبلغ المطلوب من الضحية. وكانت «الإمارات اليوم» رصدت العديد من قضايا الاحتيال العاطفي التي يستغل فيها المحتالون رغبة الطرف الآخر للاستيلاء على أمواله، ومنها شاب تعرف إلى فتاة عن طريق برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات»، وتم الاتفاق بينهما على تحديد موعد للخطبة، وحوّل لها مبالغ مالية مجموعها 350 ألف درهم بناء على طلبها، بغرض تجهيزات الزواج. وفي الموعد المحدد اعتذرت المدعى عليها بمرض والدها، ومغادرته خارج الدولة للعلاج، وأخذت تماطل في تحديد موعد الخطبة، حتى تبيّن له أنها متزوجة منذ أكثر من عام، وقضت المحكمة بإلزامها برد المبلغ. فيما طالبت فتاة في قضية أخرى، بإلزام شاب أن يؤدي لها 848 ألف درهم، مع إلزامه بتعويضها بمبلغ 100 ألف درهم عن الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بها، مشيرة إلى أنها كانت تربطها علاقة صداقة مع المدعى عليه، وقد أوهمها برغبته في الارتباط بها، وأقنعها بأن تُقرضه بعض الأموال لتجهيز منزل الزوجية، فقامت على مدى ست سنوات بمنحه الأموال وتحويل مبالغ له، وقضت لها المحكمة بإلزام المدعى عليه بأن يؤدي لها 540 ألفاً و260 درهماً، مع إلزامه بتعويضها 40 ألف درهم. وفي قضية ثالثة اتهمت فتاة، شاباً، بالحصول على مبلغ 350 ألف درهم، سلمته له بعد أن طلب منها مبلغاً من المال مقابل أن تكون شريكة له في مشروع ينوي إقامته، وأوهمها – بوعود كاذبة ومضللة – بأنها ستكون زوجته، ما شجعها على الاقتراض من البنك، كما سلّمته مصوغاتها ليبيعها ويستفيد من ثمنها.
• أحدث طرق الاحتيال التي تم رصدها يتم الدمج فيها بين الواقعين الافتراضي والفعلي.