مشاهد قاسية تضمنها مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لطبيبين في أحد مستشفيات غزة، يحاولان النجاة من قصف عنيف متواصل في محيط المستشفى، ويظهر في الفيديو بوضوح أحد الطبيبين وهو فؤاد جابر، بينما الثاني كان يوثق المشهد بكاميرا هاتفه المحمول، ولم يظهر إلا بصوته فقط مستغيثا لإنقاذهما، وهو الدكتور خالد حماد، الذي استشهد فيما بقت عدسة كاميرته تسجل المشهد بكل بشاعته.
وسط دوي الصواريخ وأصوات الدمار والتكسير التي تلحق بكل ما يحيط بهما، دار حوار بين الطبيبين بصوت يكاد يكون مسموعًا بالكاد، جاء فيه: «قرب يا دكتور قرب.. اطلع من هون.. إحنا قعدتنا غلط.. وين نروح نكسر الباب وننطوا من فوقه.. وين الدكتور.. وينك يا خالد.. آآآآه».
استشهاد الطبيب خالد حماد
واختتم الفيديو بكلمات تؤكد استشهاد الدكتور خالد حماد، متأثرا بإصابة بالغة لحقت به إثر قصف صاروخي من طيران الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تأدية عمله داخل المستشفى مع زميله فؤاد جابر، الذي أصيب هو الآخر لكن أنفاسه ساعدته على النداء بصوت خفيض: «وينك يا دكتور خالد».
ظروف لا إنسانية وواقع هو الأسوأ يعيشه أفراد المنظومة الصحية في قطاع غزة، نتيجة استهدافهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى نقص المعدات والمستلزمات الطبية اللازمة، ما أسفر عن تأثر 25 مستشفى إضافة لتوقف 4 مستشفيات حتى الآن، وقد يزداد العدد خلال الفترة المقبلة بسبب نقص الوقود، وذلك بحسب الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية، لـ«الوطن».
نقص حاد في المستلزمات الطبية
لم يعد الأمر مقتصرًا على دمار المستشفيات ونفاد المستلزمات فقط، بل أيضًا وصل إلى نقص الكوادر الطبية بعد استشهاد 25 طبيبًا وإصابة 70 آخرين، وفقاًا لـ«عودة»: «هناك نقص حاد في الإمدادات، واضطررنا إلى إعادة توزيع الأدوية بين المستشفيات حسب احتياجاتها، ونستخدم الخل لتعقيم جروح العمليات وفي أثناء العمليات الجراحية ضد الالتهابات والبكتيريا والفيروسات، بدلًا من المطهرات، وأحيانًا نجري العمليات دون مخدر».