علاقات و مجتمع
بخفة كبيرة تتحرك وسط الجرحى المصابين، جراء القصف على مستشفى المعمداني، أملًا في إنقاذهم حتى جاءت اللحظة التي توقف فيها الزمن، لم تعد تسمع الصرخات وآهات المصابين حولها، سارت تجاه جثمان أحد الشهداء وعلى وجهها تبدو ملامح الصدمة، لتنهار من البكاء والنحيب، وتطلب الرحمة لأخيها شهيد الشباب، الذي جرى استهدافه في المجزرة الإسرائيلية التي ارتكبتها بحق المرضى والأطفال والرضع والنساء بمستشفى المعمداني في غزة.
كيف أخبر أمي؟
«هقول لأمي إزاي».. كلمات رجت جدران مستشفيات غزة، التي كانت في استقبال مئات من الضحايا وآلاف من المصابين، جراء قصف العدوان الإسرائيلي على مستشفى المعمداني، التي كانت بمثابة مقبرة جماعية لأهل فلسطين، بعد أن اتخذوها حصنا لحمايتهم من القصف الإسرائيلي، ليكون بين الضحايا شقيق إحدى المسعفات.
شقيق إحدى المسعفات بين شهداء مستشفى المعمداني
تعرض مسعفة للانهيار عقب استقبالها جثة شقيقها بين ضحايا مذبحة مستشفى المعمداني، لم تكن تصدق ما تراه: «كنت عارفه أن اللحظة دي هتيجي يا الله ارحمنا» حسب حديثها بحرقة كبيرة عن ما حل بها وبأهلها في فلسطين.
ودخل قطاع غزة يومه الثاني عشر من الحرب والحصار منذ بدء عملية «طوفان الأقصى»، إذ لا يزال جيش العدوان الإسرائيلي يواصل عدوانه الغاشم على المدنيين والعُزل في غزة مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي، كان آخرها قصف مستشفى المعمداني والذي راح ضحيته أكثر من 800 شهيد وجريح أكثرهم من الأطفال والنساء، وهو ما وصفه العالم بأنّها عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي.
مئات الضحايا سقطوا بمستشفى المعمداني
هذا القصف الإسرائيلي الغاشم لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة، واعتبرته مصر قصف متعمد لمنشآت وأهداف مدنية، وانتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، وطالبت الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.