وضعية مزرية تلك التي تعيشها النساء اللواتي تم ترحيلهن من السودان؛ أمهات رفقة أطفالهن وجدن أنفسهن بين عشية وضحاها دون أي معيل أو مصدر رزق، فالأزواج مازالوا في السودان ولا يمكنهم حتى تقديم يد المساعدة لأطفالهم.
هسبريس التقت عشرات النساء اللواتي أكدن أن ما يعشنه لا يختلف إطلاقا عن الحرب، بل هو فعلا “حرب معيشة”، معلقات بالقول: “لو كنا نظن أن الأمر سيكون هكذا ما كنا قدمنا ولظللنا نواجه مصيرنا”، مؤكدات أن مطالبهن لا تتعدى “الإدماج في المجتمع”، و”السماح بقدوم الأزواج”.
وقالت سليمة التي عادت رفقة طفلاتها الثلاث: “حينما قدمنا أعلمتنا وزارة الخارجية بأنها ستكون إلى جانبنا، خاصة أن 90 بالمائة من العائدات لم يكن معهن مال أو ذهب، بل وحتى ملابس، ومنا من لا تتوفر على بطاقة تعريف أو جواز سفر”.
وأضافت ضمن تصريح لهسبريس: “منذ أن تم ترحيلنا ونحن عرضة للتشرد؛ هناك من لم يستقبلها أهلها وأخريات توجهن إلى دار الخيرية، دون الحديث عمن ما زلن في السودان، فأنا مثلا لي ثلاث طفلات، أكبرهن عمرها سبع سنوات والصغرى سنتان، وجدت نفسي وبناتي في وضع صعب، إذ أمثل الأم والأب في آن واحد، ناشدت المسؤولين في منطقتي دون أي استجابة”.
وزادت سليمة: “منذ أكثر من خمسة أشهر وأنا أدق الأبواب دون مجيب، دون عمل أو سكن أو ملابس ودون معيل، نعيش التشرد نحن وأبناؤنا، أفكر في نقل بناتي إلى دار للخيرية لأنني لا أجد ما أطعمهن”.
وشددت المتحدثة: “كل ما نطالب به هو الإدماج في المجتمع، لا نريد أن نعيش عالة على الدولة. نحن أمهات في حالة صعبة، عشنا أوضاعا صعبة حينما كنا في السودان؛ فمنا من أطفالها أصيبوا بالرصاص وسيدة أصيب طفلها البالغ من العمر ثمانية أشهر بالعمى بسبب الدخان، واليوم تتواصل معاناتنا دون سكن أو وظيفة أو أي شيء يسمح لنا بالعيش الكريم”.
من جانبها، شددت حفصة، القادمة أيضا من السودان، على “الوضعية الصعبة” التي يعشنها، قائلة ضمن تصريح لهسبريس: “هربنا من الحرب وجئنا إلى حرب أخرى، هي حرب مع المعيشة”، مؤكدة أن أطفالهن في وضعية صعبة أيضا، موردة: “أطفالنا مدمرون نفسيا، ويتواصل تدميرهم اليوم بسبب الظروف الصعبة التي نعيشها دون عمل أو مأوى، وحتى دون مأكل أو مشرب”.
وزادت: “نحارب يوميا فقط لنظل على قيد الحياة نحن وأطفالنا، معاناتنا كبيرة؛ نتألم ونبكي كل يوم لأننا هربنا من وضعية وجئنا إلى وضعية أصعب، لو ظننا الأمر هكذا لكنا سنفضل أن نظل تحت رحمة الحرب”.
من جانبها، قالت حنان، أم حامل في شهرها السادس: “نطالب بإجلاء أزواجنا للالتحاق بنا، فوضعية النساء تأزمت كثيرا والأطفال أيضا”.
وتساءلت في حديثها مع هسبريس: “أنا اليوم كامرأة حامل كيف سأتحمل مشقات الحياة في ظل هذه الوضعية؟ كيف يمكن أن أعيش لوحدي في ظل هذه الظروف؟”.
المصدر: وكالات