دعوة لتعزيز الاهتمام بمخطوطات الشعر النبطي خاصة والشعر الشعبي عامة، حملتها توصيات مؤتمر أبوظبي للشعر، المنظم في إطار مهرجان أبوظبي للشعر بالعاصمة الإماراتية، بعد نقاش أكاديمي ونقدي سلط الضوء على الشعر العامي بالجزيرة العربية.
مهرجان أبوظبي للشعر، الذي افتتحت أولى دوراته بحضور خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة، اهتم بالشعر على وجه العموم، وبالشعر النبطي على الخصوص، بوصفه شعرا بعاميات الجزيرة العربية، منتشرا بباديتها وصحرائها، وذا أغراض شعرية متعددة.
واستجابة لمطالب أكاديميين ونقاد متدخلين في ندوات المهرجان، دعت التوصيات إلى جمع مخطوطات الشعر النبطي، وتحقيقها، واستثمار “الجانب الرقمي” لخدمتها.
كما نادى المهرجان بتصميم مبادرات وبرامج فكرية تحثُّ الباحثين الشباب، خاصة طلبة البرامج الدراسية العليا، على استكشاف الأبعاد الجديدة لهذا الشعر، و”ترسيخ القيم العربية الأصيلة”.
المهرجان الذي شهد تدخّل نقّاد وأكاديميين ومترجمين وشعراء من سلطنة عمان والسعودية والإمارات والبحرين والكويت والعراق والأردن وتركيا، أكّد حاجة هذا الموروث الشعري إلى “استقطاب الجامعات العالمية والمراكز الرصينة والمجلات المحكمة بالدراسات الجادة حول الموروث الإماراتي على الخصوص، ونقله من المحلية والعربية إلى العالمية لجعله من مراجع الموروث الإنساني الأدبي”.
وانطلقت التوصيات في هذا الباب من خصائص الشعر المحلي، التي تندرج ضمن “عالمية الفكر والموروث الإنساني”، وتضم “حاضنة إنسانية تتسع للجميع”، ويمكن أن تكون “مصدرا مستداما ينهل منه أصحاب الأفكار”.
وبعد حديث متدخلين في مؤتمر أبوظبي للشعر عن واقع عدم الانتباه إلى تنوع شعر المنطقة العربية وإهمال بعض جوانبه في عدد من الدول، مما ينعكس على اقتصار الترجمة على “المكرَّسين”، أوصى مهرجان أبوظبي للشعر بـ”التأكيد على خصوصية الشعر الإماراتي الممثل لهوية وطنية”، مع الدعوة إلى العمل على “سلامة نقله للأجيال القادمة دون اعتلال”.
ومن بين التوصيات أيضا إبداع محاور جديدة لإثراء الحركة الثقافية والتراثية، وتوسيع اختصاصات المهرجان ليكون “نافذة للشعر والشعراء وتشجيع المواهب الشابة”، مع “تعزيز المواضيع” المناقشة فيه، و”تصميم برامج جديدة ومبادرات للجالية الأجنبية المقيمة بدولة الإمارات”.
كما نادت توصيات الموعد الثقافي الشعري بأبوظبي بـ”استقطاب المجلات العالمية” لمزيد من نشر الثقافة الإماراتية، وجعل المهرجان “سنويا ذا موعد محدد”، و”مؤتمرا دوليا يأخذ رقما في التصنيف العالمي”، في سبيل “توظيف الموروث الإماراتي بكل ما فيه من بعد ثقافي وإنساني، كقوة ناعمة تسمح بنشر التسامح”.
المصدر: وكالات