القدس / عبد الرؤوف أرناؤوط / الأناضول
اعتبر قائد عسكري إسرائيلي سابق أن لا خيار أمام تل أبيب “سوى جعل قطاع غزة مكانا يستحيل العيش فيه مؤقتا أو دائما”، عبر “إحداث كارثة إنسانية غير مسبوقة”.
وكتب الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي غيؤرا أيلاند، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، الأربعاء: “الهدف الاستراتيجي المتمثل في خلق وضع لا توجد فيه حماس كهيئة ذات قدرة عسكرية، هو هدف صحيح، بل وضروري في الواقع”.
وأضاف أن “هذا الهدف لا يمكن تحقيقه عن طريق القصف الجوي، ومن المشكوك فيه ما إذا كان من الصواب المخاطرة بعملية برية طويلة الأمد. لذلك، ليس أمام دولة إسرائيل خيار سوى جعل غزة مكانًا يستحيل العيش فيه مؤقتًا أو دائمًا”.
ورأى أيلاند أن “ترجمة مثل هذا القرار تتطلب الخطوات التالية: أولاً، إبلاغ سكان غزة اليوم أنهم إذا كانوا كائنات حية، فعليهم خلال 12 ساعة إما المغادرة إلى مصر أو التجمع على شاطئ البحر، سيكون كل مبنى هدفًا عسكريًا”.
وتابع: “ثانيا، يجب عليهم إخلاء مدارس (وكالة) الأونروا ومستشفى الشفاء، وبعد ذلك مباشرة سيهاجم سلاح الجو هذه الأهداف، لأن المخابئ الموجودة تحتها هي مقر قيادة حماس”.
وأردف: “ثالثا، عدم الاكتفاء بوقف تدفق الكهرباء والوقود والمياه إلى غزة، بل الهجوم التدريجي على الأهداف التي توفر هذه الاحتياجات الأساسية، وإذا لزم الأمر، أيضا قطع الطريق بالنار على أي مرور للسيارات من مدينة رفح إلى الشمال”.
واعتبر أيلاند أن “إحداث أزمة إنسانية حادة في غزة هو وسيلة ضرورية لتحقيق هذا الهدف. ليس هناك ما نخشاه من الضغوط الدولية”.
وزاد: “مثل هذا الضغط (على غزة) أمر إيجابي وسيسمح لنا أن نسأل مرة أخرى: فماذا تقترح إذن؟ إذا كانت قطر والإمارات ومصر والسعودية تريد منع وقوع كارثة إنسانية، فليتطوعوا لإيجاد حل لغزة، على أن لا يشمل حماس”.
ولم تصدر تعليقات فورية عن الدول التي ذكرها المسؤول الإسرائيلي السابق بخصوص ما أورده.
وأضاف: “خلافاً للصورة السائدة، تستطيع إسرائيل مواصلة الضغط على غزة دون القيام بأي عمل بري لعدة أشهر، كما أنها لا تحتاج إلى الاحتفاظ بالعديد من الاحتياطيات المعبأة أيضاً”.
وكرر أيلاند أقوالا مشابهة في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلي الرسمية، الأربعاء، وقال: “يجب أن نحدث كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة. الأداة النهائية هي إتلاف نظام المياه”.
وأكمل: “فقط تعبئة عشرات الآلاف (من جنود الاحتياط) وصرخة المجتمع الدولي هي التي ستخلق قوة ضغط على غزة لتكون إما دون حماس أو دون الناس. نحن في حرب وجودية”.
وفجر السبت، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الرابع على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات