نظّم مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي، أمسية وثائقية حملت عنوان “راشد بن سعيد..القيادة الرشيدة”، بمشاركة كوكبة من المتحدثين ممن عاصروا الفقيد ودرسو سيرته الزاخرة.. حيث تضمنت الأمسية نتاج ما جمعه الضيوف المتحدثون من معلومات موثّقة، ومواقف مشهودة لمسيرة راشد بن سعيد التنموية قبل الاتحاد وبعده.
وشارك في الأمسية جمع من المثقفين ممن عملوا على رصد المسيرة من خلال مؤلفات وأعمال متعددة، وفي مقدمتهم الأستاذ عبدالغفار حسين الأديب والكاتب الإماراتي، و الدكتور عارف الشيخ الباحث والشاعر الإماراتي، إلى جانب الإعلامي الإماراتي القدير علي عبيد الهاملي.
واستهلت الأمسية الاحتفالية بقصيدة شعرية أعدها الدكتور عارف الشيخ، حيث قدّم فيها قصيدة جزلة نَظَمها خصيصاً لهذه المناسبة، قائلاً في ثناياها:
“راشدٌ” حَلّ كأمطارِ ربيعٍ
حقّقَتْ حُلمَ الزُهورْ
كان للمَلهوف غوثاً
ولِمَن يَحمِلُ آهاتٍ شُعورْ لِبناءٍ كان فتحاً
وإلى النهضةِ جِسراً مُشرئبًّا للعُبورْ
وأشار عبدالغفار حسين إلى أن سيرة المغفور له راشد بن سعيد عنوانها العريض هو الريادة والسبق. ففي عهده باتت دبي الأولى بحق في محيطها الإقليمي، وبمكانتها العالمية التي ننعم بها اليوم. وبعهده تم حفر أول خور مائي رغم محدودية الموارد، إلا أن عزيمته قادته لاقتراض مبلغ من البنك البريطاني بضمان حكومة الكويت. كما كان أول من عبّد الطرقات، وفتح الطرق العامة بنظام التثمين لتعويض أصحاب المصالح التي تعترض مشاريع التنمية الحضرية. وفي عهد راشد بن سعيد تم استحداث فكرة البيوت الشعبية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود.
وأضاف حسين، أن راشد بن سعيد لم يحظ بالمكانة العالية بين شعبه فحسب، وإنما بشهادة قادة العالم في زمنه. فقد كان شاه إيران حين يعدّد قادة العرب يكون راشد بن سعيد في مقدمتهم، وحين وافته المنية دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الحضور للوقوف حداداً على روح الفقيد في سابقة تاريخية لشخصية لم تتبوأ منصب رئاسي لدولة.
وتناول الإعلامي علي عبيد، سيرة الفقيد راشد بن سعيد من خلال إسهاماته في الإعلام المحلي وصيته في الإعلام الدولي، حيث عُرف عنه العزوف عن الظهور الإعلامي، وبالتالي عدم توافر أي مقابلة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية في الأرشيف طوال فترة حكمه. وأشار عبيد إلى نجاح مجلة “الحوادث” عام 1969 في اقتناص فرصة تصدير اول شحنة نفطية من دبي للعالم، من خلال توثيق أقوال الفقيد ونشر مقال قصير يبارك فيه سموه لشعبه هذه اللحظة التاريخية.
وأكد عبيد أن الكثير منا قد لا يعرف إيمان الفقيد بأهمية الإعلام ورسالته، حيث كان منفتحاً لفكرة استقطاب المطبوعات من الخارج، حتى أنه رفض منع مطبوعات أجنبية انتقدته شخصياً، مؤكداً بأن الانتقاد إن كان صحيحاً فهو مستحق، وإلا فالناس أولى بتكذيبه ورفضه. كما كان سموه داعماً للبدايات الإحترافية في العمل الإعلامي، ومن ذلك تأسيس الجريدة الرسمية لحكومة دبي عام 1961، وتلاها دعم إنشاء مجلة “أخبار دبي” الأسبوعية في عام 1965. أما على صعيد الإذاعة، فد ظهرت في عهده إذاعتا “دبي من الشندغة” و”صوت الساحل من الإمارات المتصالحة’”. ولا يمكن إغفال دوره في وضع لبنات البث التلفزيوني من خلال خلال “تلفزيون الكويت من دبي” في عام 1969.
وشهدت الندوة حضور كل من سعيد الرقباني، والسفير يوسف الصابري، والدكتور أحمد سيف بالحصا، والدكتور سالم الدرمكي، ورجل الأعمال أحمد باقر، ولفيف من المهتمين في الشأن الثقافي والوطني.