علاقات و مجتمع
حب الخير ومساعدة الغير، فطرة زرعها الله في قلب الطفل محمد سعيد صاحب الـ 9 سنوات، الذي عانى من مرض سرطان شبكية العين منذ كان عمره عاما ونصف، وبعد رحلة صعبة حارب خلالها المرض اللعين، استطاع التغلب عليه، ولكنه فقد عينه اليمنى في النهاية.
التبرع لمستشفى سرطان الأطفال
منذ عامين، وأثناء رحلة العلاج من المرض اللعين، قرر ابن محافظة الشرقية الاحتفاظ بمصروفه في «حصالة»، والتبرع به بعد شفائه لمستشفى سرطان الأطفال التي كان يقضي بها الملاك الصغير رحلة علاجه: «ابني محمد لما كان عنده سنة ونص اكتشفت ان عنده سرطان في شبكية العين، ومع بداية رحلة العلاج حصل مضاعفات في عينه اليمين والدكاترة اضطروا يستأصلوها»، بحسب ما روته والدة الطفل في حديثها لـ«الوطن».
منذ عامين، وبينما ترقب الأم طفلها، شاهدته يحتفظ بمصروفه، ودفعها ذلك لسؤاله عن السبب، ليرد الصغير بعفوية قائلا: «عاوز احتفظ بيهم عشان اتبرع لصحابي بعد لما ربنا يشفيني»، ومن هنا قررت الأم دعم طفلها، وتشجعيه على الفكرة، فأحضرت له «حصالة» ليضع بها المصروف: «محمد بقى أي مصروف بيحطه وكمان في الأعياد لما ياخد العيدية بيحطها في الحصالة».
الأمل في مساعدة الغير
استطاع صاحب الـ 9 سنوات أن يجمع حوالي ما يقرب من 2000 جنيه، وبعد شفائه من المرض ذهب صحبة والدته للمستشفى ليفي وعده الذي قطعه على نفسه، وقالت الأم: «بعد أخر جلسة لمحمد الدكتورة سألته أنت مش هتاجي تاني صح، قالها لا هاجي اتبرع وأساعد صحابي»، مشيرة إلى أن طفلها يأمل أن يصبح طبيبا عندما يكبر من أجل مساعدة المرضى وعلاجهم.