أعلنت تركيا أنها شنت ضربات جوية على أهداف لمسلحين في شمال العراق واعتقلت مشتبهاً بهم في إسطنبول بعد ساعات من إعلان جماعة كردية مسؤوليتها عن أول هجوم بقنبلة تشهده العاصمة أنقرة منذ سنوات، فيما أعلن العراق رفضه للضربات التركية وأكد أنه يأمل في التوصل لاتفاق مع أنقرة لحل هذه المشكلة.
وفجر مهاجمان قنبلة بالقرب من مبانٍ حكومية في العاصمة التركية، صباح أول من أمس، وقُتل المهاجمان فيما أصيب شرطيان جراء الهجوم، وأعلن «حزب العمال الكردستاني» الذي تحظره تركيا، مسؤوليته عن الهجوم.
وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة، حصلت عليها «رويترز»، سيارة تتوقف عند البوابة الرئيسة لوزارة الداخلية التركية، قبل أن يُسرع أحد راكبَيها نحو المبنى سيراً على الأقدام وحدث الانفجار بينما بقي الشخص الآخر في الشارع، وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا إن الانفجار أسفر عن مقتل أحد المهاجمين بينما قتلت السلطات هناك المهاجم الآخر، ووقع الهجوم في حي بوسط أنقرة يضم مباني وزارية بالقرب من البرلمان قبيل بدء الدورة البرلمانية الجديدة.
وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأنه تم تحديد هوية أحد المهاجمين بأنه عضو في «حزب العمال الكردستاني» والعمل مستمر للتعرف على هوية الآخر، وأشار البيان إلى أن المهاجمين سرقا السيارة التي نفذا بها الهجوم، وقتلا سائقها في مدينة قيصري التي تبعد 260 كيلومتراً جنوب شرقي أنقرة.
وذكر وزير الداخلية التركي، أن شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت 20 شخصاً منذ الهجوم، في مداهمات استهدفت مشتبهاً بهم مرتبطين بـ«حزب العمال الكردستاني» في إسطنبول وأماكن أخرى، مضيفاً أن من بين المعتقلين أحد المتحدثين المحليين من الأكراد ورؤساء مناطق لحزب سياسي يشتبه في قيامهم بجمع مساعدات وتوفير مأوى لأعضاء بـ«حزب العمال الكردستاني».
وقالت وزارة الدفاع التركية، أمس، إنه «تم تدمير 20 هدفاً في المجمل، من كهوف ومخابئ وملاجئ ومستودعات تستخدمها المنظمة الإرهابية الانفصالية»، مضيفة أن العملية أسفرت عن «تحييد» الكثير من المسلحين، وهو تعبير يشير عادة إلى القتل، موضحة أن العمليات جرت في مناطق متينا وهاكورك وقنديل وجرة بشمال العراق.
ومن جانبه، قال الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في تصريحات تلفزيونية، أمس، إن العراق يرفض الضربات التركية المتكررة أو وجود قواعد عسكرية تركية في إقليم كردستان العراق، ويأمل في التوصل لاتفاق مع تركيا لحل هذه المشكلة.
وأضاف: «من الضروري أن تراعي تركيا وضع العراق»، مؤكداً أن «خروقاتها تؤدي إلى قتل المدنيين»، وأكد الرئيس العراقي، أن «الخروقات التركية تتم في إقليم كردستان على مدار اليوم بطائرات حربية ومسيرات، وهذا ما لا نقبله».
• شرطة مكافحة الإرهاب تعتقل 20 شخصاً في مداهمات بإسطنبول وأماكن أخرى.