أثارت حفرة ظهرت بمنطقة سيدي ولاد فرج نواحي مدينة الجديدة الخوف في نفوس الساكنة، مع تأويلات عديدة حول إمكانية “تسبب زلزال الحوز في ظهورها”.
بعرض يصل إلى 20 مترا، وعمق قدره 60 مترا، ظهرت هاته الحفرة العملاقة، ما جعل السلطات تطوق المكان خوفا من حدوث إصابات في صفوف الساكنة.
وقبل زلزال الحوز ظهرت حفرة بعرض 1.8 متر، وعمق يصل إلى 5 أمتار، بإحدى الطرق المزدوجة الرابطة بين الرباط وسلا الجديدة، وتحديدا بحي الرياض، وهو ما فسرته شركة “ريضال” بكونه ناجما عن “انهيار في قناة لتجميع مياه الصرف الصحي”.
وبعد زلزال تركيا المدمر كانت قد ظهرت حفر عملاقة، أهمها تلك الموجودة في مدينة “قونيا” التركية، بعمق يصل إلى 12 مترا، وعرض يفوق 30 مترا، غير أن السلطات فسرت الأمر بـ”احتمال تأثير هزات الزلزال على سطح الحفرة التي كانت متواجدة من قبل”.
ويبدو أن الحالة المغربية لا تختلف عن نظيرتها التركية، إذ يفسر توفيق المرابط، أستاذ الجيولوجيا بجامعة عبد المالك السعدي، الأمر بالقول: “ما يظهر في الصور هو أن أرض المنطقة التي توجد بها الحفرة تعرف وجود بنية كلسية، حيث تحدث بشكل طبيعي مجموعة من الحفر وحتى الوديان”.
وأضاف المرابط لهسبريس أن “المناطق ذات التربة الكلسية تحدث فيها بشكل عادي حفر عملاقة قد تتعدى مئات الأمتار”، مشيرا إلى أن “احتمال تسبب زلزال الحوز في ظهور هاته الحفرة يبقى حاضرا، لكن بشكل ضعيف، بسبب البعد الجغرافي”.
وتابع المتحدث ذاته: “وجود ربط بين الزلزال وهاته الحفرة أمر صعب، لكنه من المعروف أن الهزات الزلزالية يكون لها تأثير على المناطق الأرضية التي تكون بنيتها ضعيفة، إذ يمكن أن تتسبب في انهيارات بها”.
ومن الاحتمالات الأخرى التي وضعها أستاذ الجيولوجيا ذاته حول دور الزلزال في ظهور الحفرة هو أن الأخيرة “كانت بالطبع موجودة من قبل داخل الأرض، لكن ليس بشكل ظاهر للعيان، ومع الهزات التي حدثت وقع سطحها لتصبح مرئية”.
بدر الصفراوي، الخبير والباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات، يرى أن “مثل هاته الحفر توجد بمناطق كلسية، إذ مع هطول المطر الذي يلتقي مع غاز ثنائي الكربون بالهواء يصبح بذلك حمضيا، فيلتهم الطبقات الكلسية”.
وأضاف الصفراوي لهسبريس أن “عملية الالتهام هاته التي تحدث على مدى ملايين السنين، فتنشأ فجوات داخل الأرض، ومع الزلزال الذي وقع بالمغرب ضعف سطح الحفرة جراء الهزات، ثم بعدها سقط، ومع سقوطه يظهر لنا ما نراه في سيدي ولاد فرج اليوم”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “منطقة الجديدة معروفة ببنيتها الكلسية التي تكونت من الحقبة الطباشيرية، ومع المطر الذي يصبح حمضيا تتكون الفجوات داخل أرضية هاته المنطقة”.
وخلص الخبير والباحث في علوم الطبقات الأرضية والرسوبيات إلى أن “الزلزال عامل ثانوي في ظهور حفرة سيدي ولاد فرج”، مبينا بذلك أن “علم الجيولوجيا يستطيع تحديد ما إذا كانت أي منطقة من خلال عملية مسحها تحتوي على فجوات، وهذا يمكن أن يطرح على أي شخص يريد بناء منزله حتر يتفادى سقوطه”.
المصدر: وكالات