باتباع سياسة جديدة للسيطرة على كل أراضي الأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية، تسعى قوات الاحتلال حالياً إلى تنفيذ مخطط تزويد مستوطناتها داخل مناطق الأغوار بألواح ضخمة من خلايا الطاقة الشمسية، لتلبية احتياجات المستوطنين من التيار الكهربائي. تلك الألواح ستنشرها قوات الاحتلال بموجب مخططها الاستيطاني الجديد، فوق مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين في كل مناطق الأغوار الشمالية والوسطى والجنوبية، لتكون ضمن حدود المستوطنات المزودة بخدمة الطاقة البديلة، وبالتالي تصبح تلك الدونمات محرّمة على أصحابها الأصليين ويُمنعون من استخدامها والانتفاع بها أو الوصول إليها.
تكثيف المشروع الاستيطاني
في الأسبوع الثاني من سبتمبر الماضي سلطت صحيفة «هآرتس» الضوء على تكثيف المشروع الاستيطاني في منطقة الأغوار في الضفة المحتلة، إذ تطور الإدارة المدنية الإسرائيلية بشكل حثيث 22 خطة لإنشاء محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في المناطق المصنفة «ج» في الضفة، يمكن أن تزيد كثيراً إمدادات الكهرباء إلى المستوطنات.
وتفيد الصحيفة العبرية بأن «المخطط الذي تمت الموافقة عليه قبل نحو أسبوعين من تاريخ نشر التقرير، تشمل إحدى خططه في الأغوار، بناء منشأة ذات قدرة إنتاجية تفوق جميع منشآت الطاقة الشمسية في إسرائيل، ومن شأن هذه الخطط أن تحوّل الكهرباء الشمسية إلى فرع اقتصادي مهم في المستوطنات، وتعمّق اعتماد إسرائيل عليها، وبالطبع فإن المستوطنات هي المستفيد الأكبر من هذه المخططات».
وفي الوقت ذاته، تحرم قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان التجمعات الفلسطينية من التزود بشبكات الكهرباء والمياه، وهو ما يدفعهم إلى تركيب الخلايا الشمسية الصغيرة التي يمنع الاحتلال إقامتها، أو يدمّرها فور تركيبها. وفي تصريح لرئيس سلطة الطاقة الفلسطينية، ظافر ملحم، قال: «لجأنا إلى الخلايا الشمسية في مناطق الأغوار، بعد رفض كامل من الجانب الإسرائيلي تمديد شبكات كهربائية في هذه المناطق، سواء كانت أرضية أو هوائية».
وبحسب بيانات جمعها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فقد دمّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو صادرت في العامين الماضيين، 14 منشأة صغيرة للطاقة الشمسية بناها فلسطينيون في الضفة الغربية.
قضم مساحات شاسعة
ووفقاً لمخطط الاحتلال، فإن مشروع إنشاء الطاقة الشمسية سيقام فوق أراضٍ زراعية فلسطينية في مناطق الأغوار في مدينة أريحا، تبلغ مساحتها أكثر من 3250 دونماً، قرب مستوطنة «نعمة» و12 مستوطنة مجاورة، بقدرة إنتاجية تصل إلى 320 ميجاوات، لتتمكن من تزويد تلك المستوطنات بالطاقة الكهربائية البديلة.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس، معتز بشارات، في حديثه مع «الإمارات اليوم»: «إن منع تزويد التجمعات السكانية الفلسطينية بالكهرباء يأتي من أجل خلق بيئة طاردة للعائلات الفلسطينية لصالح المستوطنات، إذ يخطط الاحتلال للسيطرة على جميع المناطق المصنفة (ج) في الضفة».
ويضيف «أن ذلك ستنفذه إسرائيل عبر مخطط الطاقة الشمسية لشرعنة المستوطنات، والبؤر العشوائية، خصوصاً الزراعية والرعوية منها، كما يجري في مستوطنة (نعمة) الزراعية إلى الشمال من مدينة أريحا في الضفة الغربية».
أضرار
ويلفت مسؤول ملف الأغوار إلى أن مشروع الخلايا الشمسية سيُلقي بظلاله على المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم، فهم الأكثر تضرراً منه، إذ ستقام الألواح الشمسية داخل الدونمات الزراعية وبجوارها، خصوصاً داخل بلدة (العوجا) وقريتي (الجفتلك) و(الديوك التحتى) التي هي من أشهر المناطق الزراعية في مناطق الأغوار في أريحا، تضاف إليها أيضاً المراعي ومناطق آبار المياه.
ويسترسل بشارات: «إن شبكات الكهرباء الشمسية تحتاج إلى مساحات شاسعة لتلبية خدماتها المتعددة، فإلى جانب المساحات الخضراء يستغل الاحتلال المناطق المرتفعة كسفوح الجبال، لتثبيت ألواح الطاقة البديلة فوقها، نظراً لموقعها الاستراتيجي وإشرافها على العديد من القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة لأريحا».
• حسب بيانات جمعها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فقد دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أو صادرت في العامين الماضيين، 14 منشأة صغيرة للطاقة الشمسية بناها فلسطينيون في الضفة الغربية.