حريق هائل راح ضحيته عدد كبير من الناس، لتتحول الفرحة العارمة التي غمرت القلوب إلى مأساة أفجعت أهالي بلدة الحمدانية بمحافظة نينوي العراقية، بعد حادث حفل الزفاف الذي اندلع به حريق في سقف القاعة، لتتحول لحظات السعادة التي كانت ترتسم على شفاه المدعوين لخوف وذعر، والذي انتهي بوفاة عدد كبير من المعازيم.
وفاة الصديقة المقربة للعروس
قصص مأساوية ومُحزنة عاشها أقارب العروسين في حفل زفاف العراق، وكشفت عدسات الكاميرات هول المأساة، والتي كان على رأسها مشاهد الركام والدماء، وكان من بينهم صديقة العروس التي لقيت حتفها في الحادث، وهي الشابة العشرينية مريم معتصم نعيم هايل، والتي أثار رحيلها حزنًا كبيرًا في قلوب أسرتها وخطيبها الذي لم يتبقى على زفافهما سوى أيام.
الشاب العراقي ستيفن، واحد من المكلومين على خطيبته «مريم»، التي توفت بعدما التهمت النار المكان بأكمله، إذ كانت واحدة من صديقات العروس المقربات.
العريس يروي آخر مكالمة مع خطيبته
العريس المكلوم على وفاة خطيبته، تحدث باكيًا عن أهم الذكريات التي جمعته بها حتى اللحظات الأخيرة لها قبل وفاتها، إذ يقول الشاب العراقي ستيفن: «كنت سعيد بقربها لكن خطفها الموت ولم يتبق سوى صورها، كانت تسوي لي قهوة وتأكلني بنفسها وتنتظر قدومي أمام المنزل، تركتي ما أعرف شو أسوي من بعدها، آخر شيء قالت له في المكالمة الأخيرة النار تأكل كل شيء.. راح أموت دير بالك على حالك».
حاول العريس الدخول لإنقاذ خطيبته من الموت، لكنه لم يستطع من شدة التدافع وهول الكارثة، فلم يتبقى منها سوى صورتها الذي احتضنها مرتديًا خاتم الخطبة، ليعيش على ذكراها بالمكوث أمام قبرها كل يوم، حتى فقد عقله من هول الصدمة ليجوب الطرقات بحثًا عنها بين وجوه الناس، ويناديها باسمها في انتظار الرد، وفق «العربية».
كان ينتظر أن تخرج من بيتها عروسًا بزفة تفرح بها الحمدانية جميعًا، لكن تحول الحلم لكابوس، بعدما فارقت الحياة، مضيفًا: «كنا راح نتزوج خلال أسابيع، تركت الحياة بعدما ودعتني بكلماته الأخيرة».
ابنة العشرينات تغيب عن أسرتها للأبد
عاشت العروس «مريم» في كنف أسرتها حتى فارقت الحياة، ليعيش والدها حسرة وآلم على فراق ابنته، مستعيدًا الذكريات التي جمعته بها، منذ ولادتها، كإنها تحدث للتو: «تزوجت في عام 2001 بيوم ميلادي، وولدت مريم في 9 سبتمبر عام 2002، هذا التاريخ كان بالنسبة لي بمثابة يوم ميلادي يوم ولادتها».
طقوس الابنة كل صباح
الابنة العشرينية كانت لها طقوس خاص كل صباح، والتي اعتادت القيام بها، والذي رواها الأب بحسرة وألم على فقيدة قلبه، قائلًا: «كانت تعتاد على إعداد كوب القهوة كل صباح بذاتها لترحل هي ويبقى فنجانها كما هو».