صحة
يعمل الجهاز المناعي على وقاية الجسم من الأمراض، إذ يهاجم المواد الضارة التي تدخل الجسم، سواء البكتيريا أو الفيروسات، لكن لسوء الحظ قد تعمل المناعة على مهاجمة الأجزاء السليمة في الجسد، لتتسبب في مرض مناعي ذاتي، وضمن تلك الأمراض يأتي الذئبة الحمراء.
ما هو مرض الذئبة الحمراء؟
الذئبة الحمراء مرض التهابي مناعي مزمن، يصيب الجسم عن طريق مهاجمة جهاز المناعة لخلايا وأعضاء الجسد ذاته، ما بدوره يلقي بظلاله على عدد من أعضاء الجسم، لعل أبرزها الجلد، المفاصل، القلب، الرئتين، الكلى، وخلايا الدم.
يوضح أمجد الحداد أستاذ الحساسية والمناعة، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن في هذه الحالة يتعرف الجهاز المناعي على الأغشية بأعضاء الإنسان بطريقة خاطئة، ويبدأ في مهاجمتها، ما بدوره يتسبب في الإصابة بالذئبة الحمراء، التي تحمل عديد من الأشكال للإصابة، لعل أشهرها في الجلد، من خلال مهاجمته، لتظهر على شكل التهاب باللون الأحمر في الوجه.
يشير الحداد، إلى أنها أيضًا تهاجم العظام وتسبب في التهابات بالمفاصل، إلى جانب مهاجمتها للكلى، ما بدوره يؤدي إلى التهاب كلوي مناعي، يصل إلى الفشل الكلوي، وفي بعض الأحيان النادرة يؤدي إلى الوفاة، بينما تهاجم الشعر أيضًا ومن أعراضها تساقط الشعر.
يؤكد أستاذ الحساسية والمناعة، أنه لا توجد أي أكلات ممنوعة، إلا في حالة إصابة الكلى، سيكون المريض في تلك الحالة مطالبًا بتقليل الأكلات التي تحتوي على كمية كبيرة من الملح والبروتين: «عدم الاكتشاف مبكرا والفشل في السيطرة عليه، قد يؤدي للوفاة وذلك في حالات نادرة جدًا».
أسباب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء
في بعض الأحيان يصعب تشخيص مرض الذئبة الحمراء، باعتباره يشبه في أعراضه بعض الأمراض الأخرى، لكن المؤشر الأوضح يظهر على شكل طفح جلدي باللون الأحمر، على شكل جناحي فراشة مبسوطين على الخدين، وهو أحد الأعراض التي لا تحدث دائمًا في جميع حالات الإصابة بالمرض، بحسب المعهد الوطني للصحة.
العامل الوراثي قد يتحكم في الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، على أن يصبح الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالذئبة، أكثر عرضة للتعرض للمحفزات البيئية التي تتسبب في الإصابة بالداء، بينها التعرض لأشعة الشمس أو تناول بعض الأدوية.
أعراض الذئبة الحمراء
من الصعوبات التي تصاحب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، عدم القدرة على تشخيص الأعراض بشكل واضح، خاصة أنها لا تتشابه مع جميع الحالات، بعضها يكون خفيف وآخر حاد، بعض الأحيان دائمة وأخرى مؤقته، لكن هناك بعض الأعراض الأكثر شيوعًا حال الإصابة بالمرض، وتنحصر وفقًا للعضو المصاب بالمرض، وتأتي كالتالي: «الإرهاق، الحمى، آلام المفاصل وتورمها وتيبسها، طفح جلدي على شكل فراشة، وفي بعض الأحيان طفح جلدي في أماكن أخرى من الجسد، تحول لون أصابع اليدين والقدمين إلى الأبيض أو الأزرق في الأوقات الباردة أو مع الضغط النفسي، ضيق النفس، ألم الصدر، جفاف العين، الصداع، فقدان الذاكرة وغيرها».
الفئات الأكثر عرضة لمرض الذئبة الحمراء
بعض الفئات تعد الأكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء، إذ يعد الداء الأكثر شيوعًا بين السيدات، كما يستهدف المرض جميع الأعمار لكن بشكل محدد خلال الفترة العمرية بين 15 إلى 45 عامًا، إلى جانب انتشارها بين ذوي الأصول الإسبانية والأمريكيين من أصول أفريقية وآسيوية.
يترك مرض الذئبة الحمراء عديد من المضاعفات في جسد المريض، إذ يهاجم الكلى وقد يتسبب في تلفًا خطيرًا بها، ما بدوره قد يودي بحياة صاحب المرض، كما يزيد من الإصابة بالتهاب بطانة التجويف الصدري، ما يسبب صعوبة في التنفس بشكل طبيعي، ويجعلها عملية مؤلمة للغاية، وفي بعض الحالات يتعرض المريض إلى نزيف في الرئتين.
يهاجم القلب أيضًا، إذ يتسبب في التهابات بعضلة القلب والشرايين، ما يزيد من فرص الإصابة بأحد الأمراض القلبية الوعائية والنوبات القلبية، إلى جانب انخفاض عدد كرات الدم الحمراء السليمة، وزيادة فرص النزيف أو عكس ذلك من خلال تكوين الجلطات، وفي بعض الأحيان يتسبب في التهاب الأوعية الدموية.
من المؤسف أيضًا تسبب مرض الذئبة الحمراء في الإصابة بمرض السرطان، رغم كونه احتمالًا ضعيفًا لكنه لايزال واردًا، إلى جانب تلف أنسجة العظام بشكل كامل، من خلال تدفق الدم إلى العظام، وفي الأغلب بتسبب ذلك في كسور بالعظام، وأخيرًا قد ينتج عنه مضاعفات الحمل، ما يزيد خطورة حدوث الإجهاض تلقائيًا، باعتباره يرفع ضغط الدم أثناء فترة الحمل، لذلك ينصح الأطباء بتأجيل الحمل لمدة لا تقل عن 6 أشهر لحين السيطرة على المرض، وفقًا لموقع «كلينيكال كي».