قال علي جابر، عميد كلية محمد بن راشد للإعلام، إن التحدي كبير أمام الارتقاء بالإنتاج الدرامي العربي للوصول به إلى العالمية، مشيراً إلى أنه يتعين على صناعة الدراما العربية أن تحذو حذو نظيرتها التركية التي تقوم بتسويق أعمالها لنحو 140 دولة حول العالم.
وأشار جابر، خلال جلسة بعنوان “الوضع الحالي للمحتوى في العالم العربي”، ضمن فعاليات “المنتدى الإعلامي للشباب” في دورته الأولى، الذي عُقد بتوجيهات من الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، ونظمه نادي دبي للصحافة، إلى أن الأعمال الدرامية العربية ستكون قادرة خلال السنوات المقبلة على كسر الحاجز أمام الوصول للعالمية مع استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وإنتاج أعمال درامية بجودة رفيعة المستوى بتكاليف إنتاجية عالية.
وتحدث عميد كلية محمد بن راشد للإعلام عن مستقبل الإنتاج الفني والدرامي العربي والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام والثقافة في العالم العربي في ظل تحول الجمهور إلى منصات بث عالمية، مشيرا إلى أن هناك توجها حاليا للترويج للثقافة العربية ودعمها والوصول بها إلى العالمية.
وكشف المتحدث ذاته في هذا الصدد أن منصة “شاهد” تستهدف الوصول إلى نحو 20 مليون مشاهد في السنوات المقبلة، لافتا إلى أن السنوات العشر المقبلة ستشهد تحولاً إيجابياً في تاريخ الإنتاج الدرامي والثقافة العربية للوصل إلى نهضة فنية ثقافية عربية.
وعن كيفية وصول المحتوى العربي إلى العالمية، قال علي جابر إن العالم العربي يحتاج إلى مزيد من شركات الإنتاج في هذا المجال، كما أن صانع المحتوى الذي يبحث عن العالمية عليه أن يرفق محتواه العربي بترجمة إنجليزية تسهم في الوصول إلى مختلف الدول حول العالم، مشيراً إلى أن منصة “شاهد” في إطار سعيها إلى الوصول بالمحتوى الدرامي العربي إلى العالمية تقوم حالياً بإنتاج فيلم “محارب الصحراء” بتكلفة تقدر بنحو 100 مليون دولار، مع إضافة تقنية السرد الصوتي المصاحب للفيلم بصوت الفنان العالمي المصري الراحل عمر الشريف، باستخدام تقنية “الذكاء الاصطناعي”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “الإنتاج الفني الدرامي العربي يمر حالياً بفترة تحول لها مردود إيجابي وأيضا سلبي”، موضحا أنه قبل 5 سنوات كان العالم العربي يشهد إنتاج ما بين 70 و80 مسلسلا دراميا خلال العام الواحد، بما يشمل الأعمال التي تنتج خلال شهر رمضان، أما الآن فتضاعف الإنتاج ليصل إلى ما بين 180 و190 عملا دراميا سنويا، وذلك نتيجة دخول منصات رقمية جديدة إلى سوق الإنتاج الدرامي العربي، مثل “شاهد” و”نتفلكس” و”أمازون”.
وأضاف عميد الكلية أن “الجانب الإيجابي في هذا التحول يتمثل في ضخ أموال ضخمة من جانب منصات إنتاجية عديدة، أبرزها منصة ‘شاهد’ و’نتفلكس’، وذلك بهدف تعزيز تنافسيتها وجذب أكبر عدد من المشاهدين والمشتركين إليها”، موضحا أن “تكلفة الحلقة الواحدة من أي مسلسل درامي قفزت عشرات الأضعاف لتصل إلى نحو 500 ألف دولار، بعدما كانت ما بين 30 و45 ألف دولار”؛ كما أشار إلى أن “هذه الوفرة المالية كان لها مردود إيجابي، نظراً لأن صناع الأعمال الدرامية أصبحوا قادرين على استخدام هذه الأموال التي يتم ضخها في شرايين الإنتاج الدرامي في الوصول إلى مستويات أعلى من الجودة الفنية”.
واعتبر علي جابر أيضا أن “هذا التحول وفر فرصا كبيرة لكل صناع الدراما، وأدى إلى توسع كبير في سوق الإنتاج”، لافتا إلى أنه “يتعين على القائمين على صناعة الدراما في العالم العربي اتخاذ القرارات المناسبة لعودة التوازن والاستقرار إلى السوق، حتى تظل الجودة هي السمة الفنية الغالبة لكل الأعمال، وحتى يكون الإنتاج العربي قادراً على المنافسة مع الدراما القادمة من خارج الوطن العربي، مثل الدراما التركية والمكسيكية وأيضا الكورية”.
المصدر: وكالات