يقف في مدرجات استاد القاهرة الدولي بين آلاف من المشجعين، مرتديًا قميص النادي الأهلي، الذي يعتبره من «أعظم أندية الكون» يشجع لاعبيه بشدة، كأنه شاب مصري أصيل، لديه حب متأصل بداخله نحو ناديه المفضل، لكن ملامحه الأوروبية تثير التساؤلات، الشاب يدعى بين بلاك، بريطاني الجنسية، ولاعب كرة قدم هاوِ، لديه ما يقرب من 700 ألف متابع عبر «إنستجرام»، وأكثر من 6 ملايين متابع على «تيك توك»، ساقه حبه لكرة القدم، إلى السفر مخصوص إلى مصر للتعرف على ثقافتها وشعبها، ليعجب بحسن الضيافة والاستقبال.
24 ساعة فقط، قضاها «بين بلاك»، البالغ من العمر 25 عاماً، في مصر، بعد رحلات مختلفة جاب فيها أكثر من 50 دولة حول العالم خلال العام الحالي فقط، وحاول خلال ذلك اليوم الواحد، اكتشاف الثقافة المصرية بداية من الرياضة، مروراً بالأطباق المصرية الشهيرة من المحاشي والحمام.
«بين» يزور مصر لحضور مباراة الأهلي
يقول «بين» عن رحلته إلى مصر، قائلا: «قررت قبلها بيوم فقط أن أسافر إلى مصر، ولم تكن تلك رحلتي الأولى، فهي الزيارة الثانية لي، وخلال المرة الأولى، كنت قادمًا لحضور مباراة الأهلي عند فوزه ببطولة الدوري الممتاز، للمرة 43 في تاريخه، والحقيقة أنني لم أكن أعرف أحد من اللاعبين، لذا قررت أن أسافر مجدداً لحضور مباراة الأهلي الأخير، وتعرفت على كثير من اللاعبين المصريين، ومنهم اللاعب محمد عبد المنعم، وكان ذلك برفقة صديقتي إليسيا يانكون، ابنة مدرب حراس المرمي بالنادي الأهلي، وبعد تلك الرحلة، اعتبر نفسي أهلاوي للأبد».
ويوصل الشاب البريطاني، في حواره لـ«الوطن»، الحديث عن يومه في مصر، الذي حصل فيه على تجربة لشتى أنواع الأكل المصري، وزار خلاله عدة أماكن مختلفة، في مقدمتها الأهرامات، التي أبهرته عظمتها، وتجول بكاميراته بين شوارع المعز والأسواق الشعبية، يوثق فيها تلك الأماكن الأثرية المميزة، التي تختلف بشكل كبير عن بريطانيا: «في رحلتي الأخيرة، قابلت عديد من المصريين الذين كان لديهم حسن الضيافة بشكل لا يوصف، وتناولت الحمام المحشي، الكوارع، وعدد من الأطباق الشهية، وكنت أشعر بالانبهار عندما اطلعت للمرة الأولى على شكل وتصميم الأهرامات من الداخل والخارج، وكانت تلك أفضل رحلة خضتها على الإطلاق، وأريد أن أخبر المصريين أنني أحببتهم جدا».
ما الكلمات العربية التي يستطيع «بن» نطقها؟
استطاع «بين» خلال زياراته المتعددة لمصر وبعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية، أن يتعلم بعض الكلمات العربية، وأصبحت لديه القدرة على نطقها بشكل جيد، بحسب ما ذكره لـ«الوطن»: «تعلمت كثير من الكلمات المصرية والعربية، مثل، حبيبي، أنا أهلاوي، السلام عليكم، ما شاء الله، شكرًا، يلا، مجنون، الحمد لله، بسم الله، وأشعر بالسعادة عندما أنطقها بشكل صحيح، ورحلتي إلى مصر لن تكون الأخيرة».
محتوى «بين» عبر السوشيال ميديا
يحرص البريطاني «بين»، على أن تكون نوعية المحتوى الذي يقدمه مختلفا عن غيره، لذا فإنه يسعى من خلال فيديوهاته إلى توثيق مختلف الثقافات الرياضية حول العالم، من خلال سلسلة من المقاطع المميزة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فكل دولة يحتفي أهلها بلاعبيهم بشكل مميز، بجانب حبه الكبير لكرة القدم، وحصوله على فرصة لقاء أشهر لاعبيها على مستوى العالم، مثل كريستيانو رونالدو، ونيمار، وفقا له: «لقد زرت أكثر من 50 دولة خلال هذا العام، وحظيت بتجربة ممتعة في مختلف البلاد التي سافرت إليها، من بينها كوريا، الهند، المغرب، البرتغال، فرنسا، وأسبانيا، وجميعها كانت تجارب مثيرة للاهتمام، ولحسن الحظ لم أتعرض لأي مضايقات خلالها، لذا فإنني ممتن لذلك جدًا، وأتمنى أن أستكمل رحلاتي القادمة بخير».