باتت دولة الإمارات رائدة في مجال الحد من النفايات وتدويرها، من خلال إطلاق العديد من المبادرات وسن التشريعات البيئية، ووضع الإجراءات والضوابط المناسبة لتعزيز إدارة النفايات عبر توفير حلول تحويل النفايات بالكامل، بعيداً عن المكبات وحيادية الانبعاثات الكربونية، انطلاقاً من مسؤولية الدولة في الحد من التغيرات المناخية، والارتقاء بجودة الهواء والحفاظ على البيئة.
وتفصيلاً نجحت الدولة في تطوير وتنفيذ منظومة متكاملة في مجال معالجة وتدوير النفايات، وفقاً لأرقى المعايير المعتمدة عالمياً، في إطار جهودها الحثيثة لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية الساعية إلى الوصول إلى بيئة مستدامة، بما يدعم أهداف المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
وأطلقت الإمارات مبادرات وإجراءات مبتكرة عززت من خلالها الاهتمام بتدوير النفايات بكل أنواعها، منها مبادرة الإدارة المتكاملة للنفايات، وقاعدة البيانات الإلكترونية الوطنية للنفايات، ومشروع مدارس بلا نفايات، وبرنامج رصد النفايات البلاستيكية في البيئة البحرية، ومبادرة استرداد القناني الهادفة إلى جمع 20 مليون عبوة بلاستيكية مستخدمة لمرة واحدة سنوياً سيتم إعادة تدويرها، وذلك من خلال تركيب 70 آلة لاسترداد القناني، و26 حاوية ذكية في المناطق التي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور في إمارة أبوظبي.
وأطلقت شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) مبادرة مراكز تجميع المواد القابلة لإعادة التدوير، لتعزيز البنية التحتية لإعادة التدوير، من خلال توفير 20 مركزاً في مواقع استراتيجية لتجميع المواد القابلة للتدوير.
وتشجّع المبادرة مجتمع الإمارة على اتباع الممارسات المستدامة بيئياً، وتخطط الشركة لإنشاء 100 مركز إضافي مشابه بحلول عام 2025، دعماً لتحقيق أهداف عام الاستدامة في دولة الإمارات، فيما يعد مركز دبي لمعالجة النفايات الأكبر عالمياً لتحويل النفايات إلى طاقة.
وقد بدأت بلدية دبي التشغيل الأولي للمشروع، من خلال تشغيل خطين من أصل خمسة خطوط، حيث سيتم في هذه المرحلة استقبال نحو 2000 طن من النفايات الصلبة، وإنتاج نحو 80 ميغاواط في الساعة من الطاقة المتجددة.
ويسهم مركز دبي لمعالجة النفايات في تحقيق خطط بلدية دبي الرامية إلى تقليل كمية النفايات الصلبة التي تُنقل إلى المكبات، وتطوير مصادر بديلة لتوليد الطاقة النظيفة، فضلاً عن الإسهام في تأسيس منظومة مستدامة وصديقة للبيئة في مجال إدارة النفايات على مستوى الإمارة، بما يدعم تحقيق الأهداف المدرجة في «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050». وتسهم محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة في الحد من الانبعاثات، عبر معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة بدلًا من وضعها في مدافن النفايات، ما يدعم جهود حكومة دولة الإمارات في تحقيق هدفها المتمثل في معالجة 75% من النفايات الصلبة بدلًا من تحويلها إلى مدافن النفايات. وتصل سعة الإحراق في المحطة إلى نحو 37.5 طناً من النفايات البلدية الصلبة في الساعة.
فرز وتجميع النفايات
أظهرت إحصاءات وزارة التغير المناخي والبيئة، أن عدد المناجم (مراكز فرز وتجميع النفايات) في دولة الإمارات بلغ في نهاية العام الماضي نحو 44 مركزاً موزعة على مختلف مناطق الدولة، في حين نجحت الدولة في معالجة وإعادة تدوير نحو 55 مليوناً و345 ألف طن من نفايات الهدم والبناء في عام 2021، بنسبة تفوق 82% من إجمالي هذا النوع من النفايات، إلى جانب إنتاج نحو 120 ألف طن من السماد في العام نفسه، عبر عمليات معالجة النفايات الزراعية، إضافة إلى تحويل نحو 92 طناً من النفايات البلدية الصلبة إلى طاقة، ومعالجة نحو مليون و778 ألف طن من النفايات الصناعية العامة (غير الخطرة).