وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة انطلاقاً من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، لمد يد العون للمتضررين في دولة ليبيا الشقيقة من جراء الآثار المدمرة لإعصار «دانيال»، وسرعة تسيير عمليات نقل مواد الإغاثة عقب الكارثة الناجمة عن الفيضانات القوية التي اجتاحت شرقي ليبيا بسبب الإعصار.
وأكد رئيس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، محمد إبراهيم الشيباني، أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتسيير الجسر الجوي تعكس نهج دولة الإمارات الدائم في الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في أوقات المحن والأزمات والحرص على المبادرة إلى التخفيف عن المتضررين، وقال: «دعواتنا ترافق شعب ليبيا في ظلّ هذه الأوقات العصيبة، إذ نجدّد التزامنا في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بالتنفيذ الفوري لتوجيهات القيادة بتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، ونؤكد جاهزيتنا مع شركائنا للمساهمة في تخفيف معاناتهم. وهذه العملية الإنسانية العاجلة هي الاستجابة الثالثة من قبل فريق عمل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية العام الجاري، وذلك في أعقاب الأزمات الطارئة وغير المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
وسيّرت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، صباح أمس، شحنة ثانية إلى مدينة بنغازي الليبية لنقل نحو 100 طنّ من المساعدات تشمل مواد إيواء، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومواد غذائية ومعدات للاتصال والتكنولوجيا بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، وذلك عبر مستودع الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية وفريق الدعم والطوارئ السريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
من جهته، أشاد مستشار المفوض السامي وممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، خالد خليفة، بالدور الإنساني لدولة الإمارات وقيادتها، والذي يعد نموذجاً في تقديم الدعم اللازم لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية والإغاثية، انطلاقاً من المستودعات العالمية التي تستضيفها دبي، في الاستجابة للحالات الطارئة في المنطقة والعالم وقال: «إن الوضع الإنساني في المناطق المنكوبة في ليبيا كارثي، فقد خلّف الإعصار والفيضانات دماراً هائلاً وخسائر كبيرة في الأرواح وشرّد الآلاف من الأشخاص بعد أن دُمِرت منازلهم وخسروا ممتلكاتهم وأصبحوا بأمس الحاجة للمساعدة العاجلة». وأضاف: «بفضل الدعم السخي المقدم من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ستتمكن المفوضية من مواصلة تقديم الدعم للجهود الإغاثية القائمة وإيصال المواد اللازمة إلى المناطق الأشد تضرراً جراء الفيضانات في ليبيا».
وكانت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية قد سارعت فور وقوع الكارثة إلى تعبئة مواردها عبر صندوق الأثر الإنساني العالمي التابع لها لتيسير جسر جوي لإغاثة السكان المتضررين بعد أن اجتاحت البلاد الفيضانات بسبب إعصار «دانيال» ما أسفر عن إزهاق أرواح الآلاف، بينما لاتزال أعداد كبيرة في عداد المفقودين.
كذلك، أرسلت المدينة يوم السبت الماضي طائرة محمّلة بأكثر من 36 طنّاً المساعدات الإغاثية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وفي هذا الإطار، قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: «أمام هول هذه الكارثة الأليمة، يأتي نقل الأدوية الأساسية والأدوات الطبية الطارئة إلى ليبيا من مركز منظمة الصحة العالمية اللوجستي في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، تعبيراً عن التضامن مع الشعب الليبي في مصابه الجلل، وبفضل الدعم السخي من القيادة في دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية، سيستفيد من هذه المواد الإغاثية أكثر من 250 ألف شخص».
ويؤكد الدور الفاعل للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، في سرعة الاستجابة للمساهمة في التخفيف من معاناة المتضررين من هذه الكارثة، مكانتها بوصفها أكبر مركز إنساني في العالم، ويأتي إسهامها في إطار جهودها المستمرة لدعم وتنسيق عمل شبكة عالمية للمراكز الإنسانية. وتولي المدينة العالمية للخدمات الإنسانية أهمية خاصة للجاهزية والاستجابة السريعة للأزمات العالمية وزيادة التأثير الجماعي تمكيناً لجهود الإغاثة المستدامة.