الأطفال ليسوا أدوات حرب وتثوير وقولبة سياسية لا يفهمونها، هم أطفال فحسب يريدون تحقيق النوازع والرغبات الفطرية للطفولة. الطفل الذي مورست بحقه جريمة اغتيال طفولته بتدريبه على حمل السلاح والزج به في معسكرات التدريب وتلقينه شعارات سياسية وطائفية في أي مكان في العالم، لو أتيحت له فرصة رؤية نجمه المفضل الذي يداعب مخيلته البريئة لرمى سلاحه وهرول كي يلوح لنجمه عن قرب، وسيكون حدثاً لا ينساه طول عمره لو صافحه أو حصل على تذكار منه. هذه هي طبيعة الطفولة التي لا يمكن نزعها من أي طفل في أي زمن وتحت أي ظروف.
ذلك الطفل الإيراني ـ كأي طفل آخر ـ لا علاقة له بالحروب والنزاعات، ولا شأن له بالقولبة السياسية والطائفية، وليس من العدل أن ينشأ على أصوات المتفجرات ومشاهد المظاهرات والاشتباكات الدامية، إنه طفل أحلامه بسيطة وخياله مفعم بها، فكيف إذا تحقق له حلم كان معجزة بالنسبة له كما حدث مع الطفل الإيراني.
لقد أصبحنا نعيش في عالم مخيف لا إنساني لم يتورع عن تشويه الطفولة واستغلال الأطفال ببشاعة في ممارسات قبيحة ليكبروا مشوهين نفسياً لا يجيدون شيئاً سوى العنف والنقمة على البشر.
اتركوا الطفولة للطفولة لأن عقاب تشويهها شديد عند الله.