أظهرت إحصاءات رسمية صادرة عن دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن 27% من الأفراد غير راضين عن حياتهم الأسرية، كما بينت النتائج أن نحو 60.8% من الأشخاص لم يقضّوا وقتاً طويلاً مع أسرهم، وفقاً لنتائج الدورة الثالثة من استبانة جودة الحياة التي شارك فيها 82 ألفاً و761 من أفراد المجتمع، فيما أيّد 81% من المشاركين في استطلاع رأي أجرته «الإمارات اليوم»، تخصيص يوم للأسرة لتعزيز التواصل بين أفرادها.
وتفصيلاً، أكدت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن قضاء الوقت النوعي مع أفراد الأسرة، يسهم في خلق علاقة أسرية وثيقة مبنية على التواصل والاحترام والثقة، كما يرسخ في الأبناء السلوكيات الإيجابية وينمّي شخصيتهم ويحسّن صحتهم النفسية، مشددة على أن الآباء يلعبون دوراً مهماً في تنشئة أبنائهم منذ مراحل الطفولة المبكرة، من خلال تخصيص وقت للتواصل والتحاور معهم.
وأظهرت نتائج مؤشر العلاقات الاجتماعية في الدورة الثالثة من استبانة جودة الحياة في إمارة أبوظبي التي نفذتها الدائرة، أن نسبة الأشخاص الذين وافقوا أو وافقوا بشدة على أنهم راضون عن علاقاتهم الاجتماعية بلغت 74%، فيما بلغت نسبة الرضا عن الحياة الأسرية 73%، بينما بلغت نسبة الأشخاص الذين قضّوا وقتاً طويلاً أو طويلاً بعض الشيء مع الأسرة، 39.2%.
وعزت المديرة التنفيذية لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، المهندسة شيخة الحوسني، عدم قضاء الوقت النوعي إلى مجموعة من العوامل، منها التوازن بين الحياة والعمل، ووعي الآباء بأهمية الوقت الذي يقضّونه مع أفراد أسرهم وما قد يترتب عليه مستقبلاً، ومدى أهميته في حماية أفراد الأسرة من الانحراف وتحسين الصحة النفسية.
وأكدت الحوسني لـ«الإمارات اليوم» أن خطط الدائرة ومبادراتها لتحسين نتائج مؤشر العلاقات الاجتماعية (خصوصاً أن نتائجه في ثلاث استبانات التي أجرتها الدائرة منذ تأسيسها يعد الأقل مقارنة بنتائج باقي المؤشرات) تتضمن تطبيق حزمة من السياسات من شأنها تعزيز التلاحم المجتمعي لكل أفراد المجتمع والفئات الضعيفة، ومنها سياسات تتعلق بدمج أصحاب الهمم، وسياسات تتعلق بكبار السن ودمجهم، إضافة إلى فعاليات مجتمعية متنوعة من مثل لحظات أبوظبي.
وأشارت إلى أنه يتم تحديد مؤشرات استبيان جودة الحياة لتتلاءم مع المؤشرات العالمية التي تقيسها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وسيتم الاحتفاظ بهذه المؤشرات لقياس تطور المشهد الاجتماعي، لافتة إلى أن النتائج بيّنت مجموعة من العوامل تتعلق بالتوازن بين الحياة والعمل، ومقدار الوقت النوعي الذي يقضّيه الآباء مع أبنائهم.
وأوضحت الحوسني أن استبانة جودة الحياة تقيس كل عناصر الحياة الكريمة في أبوظبي على 14 محوراً منها: الصحة والتعليم والعلاقات الاجتماعية، والعلاقات الأسرية ومستويات الدخول، والعمل والمسكن وجودة الحياة الرقمية والتوازن بين الحياة والعمل، وهذه المحاور مهمة جداً لاتخاذ القرارات التي تنعكس بشكل إيجابي على كل أفراد المجتمع.
فيما أظهر استطلاع رأي أجرته «الإمارات اليوم» على حسابها في موقع «إكس»، موافقة 81% من المشاركين على تخصيص يوم للأسرة لتعزيز التواصل بين أفرادها لمعالجة الآثار الناجمة عن انتشار التواصل الاجتماعي.
وأكد المشاركون في الاستطلاع، أهمية وجود روابط عائلية قوية، حيث تشكل هذه الروابط نظاماً قوياً للدعم العاطفي يؤثر بشكل إيجابي ملموس في صحة الأفراد، مؤكدين أهمية تشجيع الأسر على الموازنة بين أولوياتها وتخصيص الوقت للأحبة، محذّرين من أن افتقاد الوقت النوعي بين أفراد الأسرة الواحدة، يؤثر في الروابط الأسرية ويزيد حالات الطلاق والتفكك الأسري.
المهندسة شيخة الحوسني:
• خطط الدائرة ومبادراتها لتحسين نتائج مؤشر العلاقات الاجتماعية، تتضمن تطبيق حزمة من السياسات من شأنها تعزيز التلاحم المجتمعي لكل أفراد المجتمع والفئات الضعيفة.