لا ترى غالبية ساكنة دائرة أمزميز الدعم الحكومي المقبل لإعادة إيواء المتضررين من زلزال الحوز “كافيا”، فبين جماعة أكودار ودوار تكرار بجماعة أسيف المال بإقليم الحوز توحدت المطالب.
وترى ساكنة هاته المناطق أن المنازل التي هدمت وتلك التي بقيت على “قيد الحياة” حتى إشعار آخر، تستدعي تعويضات إضافية تفوق ما تم الإعلان عنه.
ويقول الحسين، أحد سكان دوار تكرار، إن “منازلنا قابلة للسقوط في أي لحظة، وترميمها يعني بالأساس هدمها من جديد”.
ويضيف الحسين، في تصريح لهسبريس، أن “الحديث عن مبلغ 30 ألف درهم كمساعدة استعجالية أمر محمود للغاية، وينم عن حرص العاهل المغربي على راحتنا”، قبل أن يستدرك قائلا: لكن الإشكال يتعلق بمبلغ إعادة بناء هذا الدمار، الذي لا يمكن أن يقف عند مبلغ 80 ألف درهم أو 140 ألف درهم”.
“نطلب من الملك محمد السادس التدخل المباشر في هذا الأمر، والحرص على بناء منازلنا المهدمة، التي لن نستطيع بناءها بأنفسنا بهاته المبالغ المقترحة”، يورد المتحدث.
هذا الأمر أجمعت عليه الساكنة من خلال تصريحاتها المتفرقة لهسبريس، مؤكدة أن “تقديم الأموال إلينا بشكل شخصي من أجل إعادة بناء منازلنا أمر غير واضح تماما، كما أن ما نسمعه في وسائل التواصل الاجتماعي قليل للغاية ولا يستطيع حتى توفير المواد الأولية للبناء”.
الحسين، وهو من أحد كبار السن بتكرار، قال: “حاليا لم يأتنا أي شخص ليوضح لنا عملية الدعم هاته، ولا حتى طرقها أو كيفية التسجيل فيها”.
وأضاف لهسبريس “منازلنا هنا غير صالحة للعيش على الإطلاق، فقط المسجد وحده القادر على إيوائنا في الليل، ومرحلة إعادة بناء دوارنا تتطلب مبالغ مالية مناسبة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، إضافة إلى سعينا للحصول على منازل قابلة للتصدي لأي خطر زلزالي مستقبلي”.
ويعيش هذا الدوار بشكل عام على إيقاع “حياة جديدة مضطربة”، فبين مراقبة المنازل الآيلة للسقوط من بعيد بين الفينة والأخرى، والدخول إليها رغم خطر السقوط كـ”حل اضطراري” بفعل الحرارة المرتفعة هنا بإقليم الحوز، وهو الحال لدى إبراهيم.
يقول إبراهيم لهسبريس: “منزلي قابل للسقوط في أي لحظة، لكن شمس النهار وخطرها على صحة والدي المسن تدفعني إلى الرجوع إليه مرغما”.
“إعادة بناء هذا المنزل يتطلب الكثير، خاصة أن السنوات الطويلة التي قضيناها في هاته العملية عرفت مغامرات مالية وضعت عائلتي على المحك، ومع الزلزال لا أرى مبلغ 80 ألف درهم حاجزا لمنعي من الدخول في هاته المغامرات من جديد”، يضيف إبراهيم.
وكان إبراهيم يحرص على جمع مبالغ رمزية كل شهر قصد بناء منزله بالكامل، غير أن الزلزال قضى على نتائج تعبه، وهذا الأمر “يستدعي دعما ماليا عقلانيا”، حسب تعبيره.
بجماعة ركراكة بمنطقة أكودار تعاد القصص نفسها التي تروى في إقليم الحوز المنكوب: الساكنة تعيش في الخيام، والمنازل مهجورة تنتظر إشارة طبيعية لإعلان فاجعة ثانية.
وسط المنطقة لا يبدو السكان بعد مستعدين لفكرة إعادة البناء، خاصة أن “الخيام التي تم جلبها لهم تعرف مشاكل متصاعدة، والإنارة مطلب حار، أما المراحيض فهي حلم البعض”.
حسن، ابن أكودار، قال: “يجب على السلطات أن تأتي بنفسها لتضع تقييما واضحا حول الأضرار الحاصلة في منازلنا قبل وضع أي رقم في خانة المساعدات”.
وأضاف “ما يقلقنا حاليا هو غياب تواصل من أي جهة رسمية معنا بخصوص مصير منازلنا، إذ نعيش حاليا في المخيمات دون أي علم بالمستقبل، وهو أمر مقلق للغاية”.
في مؤخرة هذا الدوار وحيث الدمار أصاب منزلين، أحدهما لعبد الله، لم تصل بعد أخبار الدعم وإعادة بناء المنازل. وقال عبد الله: “لم أعرف هذا الأمر إلا حاليا، فنحن لا نمتلك التلفاز، وحتى الكهرباء متوقفة، وقلة منا من يجازف بروحه بالرجوع إلى منزله من أجل ذلك”.
ويلخص عبد الله الوضع قائلا: “منازلنا تساوي الكثير والدعم يجب أن يناسب ذلك، ونحن نعلم أن ملكنا سيقف معنا في هذا الوقت، ونؤمن بأننا سنتجاوز هذا الوضع، الأمر الذي يجعلنا نحتمل الخيام ورؤية خراب منازلنا كل يوم”.
المصدر: وكالات