بعد أسبوع على كارثة الزلزال، كشف الكولونيل هشام شكري، المكلف بقسم عمليات الإنقاذ بالمديرية العامة للوقاية المدنية، لجريدة هسبريس الإلكترونية، آخر تطورات جهود الإنقاذ وانتشال الجثث العالقة تحت الأنقاض في زلزال الحوز المدمر، مؤكدا أن بلادنا كسبت الرهان واستطاعت تدبير العملية بسرعة وفعالية رغم شساعة المساحة المتضررة وصعوبة تضاريسها.
وقال شكري، في حديث مع الجريدة، إن “العملية تسير وفق وتيرة سريعة وفعالة، وتم المسح الجغرافي الكامل لمناطق الزلزال، ومع ذلك نبقى محتاطين إذا كانت هناك حالات خاصة نعالجها”، مشددا على أن “أكبر عدد من الضحايا تم إنقاذهم وإجلاؤهم”.
وأضاف شكري أن عمليات الإنقاذ متواصلة بعد أسبوع من وقوع الزلزال، لافتا إلى أن “وصول المعلومة في وقت قياسي من خلال التواصل بين القيادات والعمالات”، منوها بدور المقدم والشيخ والقايد في إيصال المعلومة بـ”طريقة سريعة”.
وسجل المتحدث ذاته أن التجربة والخبرة بين مختلف المتدخلين، بمن فيهم الوقاية المدنية، “بينت لنا القوة الشديدة للزلزال في أعالي جبال الأطلس، والبنايات القروية أنها هدمت. ولذلك، تمت تعبئة جد مهمة للموارد البشرية واللوجيستية؛ ليتم التدخل في أقرب وقت ممكن”.
وأكد شكري أن “عمليات البحث والإنقاذ مستمرة إلى يومنا هذا، بعزيمة وأمل للعثور على ناجين محتملين، رغم أنه مع مرور الوقت وطبيعة البنايات يبقى الأمل ضعيفا؛ لكن نعمل بشكل مستمر”.
وشبه المسؤول ذاته التدخل بـ”العمل الهجومي”، حيث قال: “نحاول فتح الممرات وإذا لم تفتح الطرق، نمشي على الأرجل من أجل الوصول إلى الدواوير، وهناك فرق الإنقاذ التي وصلت إلى مناطق عبر المجال الجوي”، مؤكدا على أهمية الدور الذي لعبته مستشفيات القرب في إسعاف وإنقاذ الكثير من المواطنين الذين تم إخراجهم من تحت الأنقاض.
وتابع: “كان من بين عناصر الوقاية المدنية أطباء مؤهلون ومكونون في طب الكوارث، ولديهم مهارات وخاصية لإسعاف ضحايا الزلزال الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض، وهو الأمر الذي يتطلب طرقا خاصة”، مبرزا أن هذه التدخلات ساهمت في الحد من ارتفاع عدد قتلى الزلزال.
وقال شكري: “عدد من الضحايا كانت حالاتهم جد حرجة، وانتقلت إلى حرجة، قبل أن تستقر وتصبح عادية، ولولا التكفل الاستعجالي بالجرحى والإسعافات الأولية التي كانت بشكل حرفي واستعجالي لارتفع عدد الضحايا”، معتبرا أن المستشفيات الميدانية “خففت من حجم الضغط على المستشفيات الأخرى، وجميع الإصابات تقريبا تم التكفل بها بين مكان البؤرة ومدينة مراكش”.
وشدد المسؤول ذاته على أنه جرت تعبئة الموارد اللازمة لـ”إيواء المتضررين، مثل الخيام والأغطية والأسرة والمولدات الكهربائية. وفي هذا الصدد، تمت تعبئة آلاف الخيام والأغطية التي كانت موجودة في المخادع الجهوية”، مشيرا إلى أنه بعد زلزال الحسيمة “قمنا بإحداث مخادع جهوية، وأؤكد أن مخدعا واحدا يتوفر على آلاف الخيام ومئات الآلاف من الأغطية والأفرشة”.
وسجل شكري أن الإشكال الذي يواجه السلطات هو “أننا في منطقة جد شاسعة والوصول إلى بعض المناطق شبه مستحيل”، مبرزا أن طريقة العمل مبنية على “مخططات ولدينا كفاءات استطاعت التأقلم مع الوضعية واتخذت القرارات المناسبة في الوقت المناسب”.
وأضاف شكري مبينا: “بخصوص الإيواء، جرت تعبئة جميع المستودعات الموجودة على التراب الوطني، واستهدفنا مستودعات الدار البيضاء ومراكش والرباط وأكادير”، مبرزا أن فرق البحث والإنقاذ تتوفر على “إمكانيات متطورة في البحث والإنقاذ، وتصنف من بين الثقيلة على المستوى الدولي، من كلاب مدربة وأجهزة متطورة للبحث عن الضحايا تحت الأنقاض”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن 1500 عنصر من الوقاية المدنية يساهمون في “البحث والإنقاذ وشحن وإقامة المخيمات وتوزيع المساعدات والتنسيق بين فرق البحث والإنقاذ على المستوى الدولي التي تحل بالمغرب”.
وبخصوص التطورات الميدانية الأخيرة، قال شكري: “الحالة متدهورة بالنسبة للمتضررين من الزلزال، لا البنايات التي يعيشون فيها ولا التي يزاولون فيها أنشطتهم الأساسية ظلت قائمة”، لافتا إلى أن “السلطات تقوم بعمل جبار لنقل السكان من مرحلة متدهورة إلى مرحلة مقبولة. وهذا يتطلب أشهرا في بعض الدول”، مؤكدا “رهان كبير كسبناه، وبتعليمات صاحب الجلالة برصد الإمكانيات الكافية لإعادة البناء وإعمار المناطق المتضررة سننتقل من وضع عادي إلى وضع أحسن من الذي كان وسننقل السكان المتضررين من الهشاشة إلى وضع أفضل وتعزيز صمودهم”.
المصدر: وكالات