فاقمت العاصفة دانيال من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني، بعدما ألقت بتداعياتها الكارثية على السودانيين المقيمين في مدينة درنة الليبية، بعد نزوح الكثير منهم خلال الشهور الماضية فرارا من الصراع المُسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تقول سناء إبراهيم، المقيمة في أم درمان السودانية، إن عددا من أسرتها وأصدقائها في تعداد المفقودين بمدينة درنة، ولم يستطيعوا التواصل معهم إلى الآن، في الوقت الذي اكتظت المجموعات الخاصة بالجالية السودانية بليبيا على مواقع التواصل الاجتماعي، بأسماء الكثير من المفقودين والقتلى الذين يبحث عنهم ذويهم حتى الآن.
ولقي أكثر من 5300 شخص حتفهم في الفيضانات التي ضربت مدينة درنة الليبية، وفق ما أفاد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي أسامة علي، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، بيد أنه رجح أن ترتفع الأعداد على نحو كبير مع ظهور الكثير من الجثث خلال الساعات الأخيرة.
وكان رئيس بلدية درنة شرقي ليبيا، أكد لموقع “سكاي نيوز عربية” أن عدد القتلى من جراء الفيضانات التي سببتها العاصفة “دانيال” يمكن أن يتخطى حاجز الـ20 ألفا.
مفقودون دون هويّة
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، طارق الخراز، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن عدد الجالية السودانية في مدينة درنة يزيد عن 1000 شخص، ونسبة كبيرة منهم في قائمة المفقودين جراء الفيضانات حتى الآن ولم يتم التعرف عليهم.
وأوضح الخراز، أن البيانات الأوليّة تشير إلى دفن نحو 155 متوفياً من أبناء الجالية السودانية بمدينة درنة، وتم دفنهم مع الليبيين في المقابر التي جرى تخصيصها خلال الساعات الماضية، في حين وصل نحو 65 بلاغا إلى السلطات الليبية بفقد أشخاص آخرين ويجري البحث عنهم.
ودُفن آلاف الأشخاص في مقابر جماعية بمدينة درنة الليبية بالتزامن مع تمشيط فرق البحث والإنقاذ للمنطقة في أعقاب فيضانات وسيول مدمرة.
ويعيش في ليبيا آلاف السودانيين بعضهم يقيم بطريقة رسمية، وآخرين مهاجرين غير شرعيين، في حين تغيب الأرقام الرسمية فيما يتعلق بعدد الجالية السودانية المتواجد في ليبيا منذ سنوات.
وسبق أن قدّرت المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد النازحين إلى ليبيا بسبب الصراع في السودان تجاوز 3 آلاف نازح.
وأضاف الخراز: “خلال عمليات الاستبيان التي قمنا بها، طلبنا من العمالة المصرية والسودانية إثبات بعض بيانات المفقودين سواء صورهم من دولهم حتى يتم التعرف عليهم، أو بياناتهم الرسمية، وجرى تسليم 84 جثّة للسلطات المصرية بعدما تم التعرف عليهم عن طريق أصدقائهم المصريين داخل المدينة”.
أما بالنسبة للوفيات من السودانيين، أشار المتحدث باسم سلطات شرق ليبيا، إلى أنه “لم يتم ترحيل القتلى السودانيين إلى الخرطوم، ولم يُطلب منهم ذلك، وبالتالي تم دفنهم مع أشقائهم من الليبيين”.
10 آلاف مفقود
وهذا ما تطرق إليه الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي، حيث قال إن السلطات تلقت ما يزيد عن 10 آلاف بلاغ بمفقودين داخل مدينة درنة وحدها، فضلًا عن وجود نحو 30 ألف نازح من المدن المنكوبة حتى اليوم الخميس.
وأضاف أسامة علي: “للأسف الشديد، الكارثة الإنسانية حلت على ليبيا بآلاف من القتلى حتى أن الحصر أصبح صعبًا في الوقت الراهن، خاصة ما تجاوز الأعداد لـ 5300 قتيل بعد انتشال العديد من الجثامين، من بينهم جنسيات أخرى من السودانيين والمصريين”.
فيما أشار الأمين العام للجالية السودانية في طبرق، إلى تضرر حوالي 700 سوداني موزعين على 35 أسرة في درنة فقدوا منازلهم وتم إيوائهم في دار الجالية، لكنهم في حاجة ماسة للإيواء والغذاء ومياه الشرب.
وألحقت الفيضانات أضرارا ودمرت العديد من الطرق المؤدية إلى درنة، ما أعاق وصول فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية الدولية.