علاقات و مجتمع
حضَّر الابن حقيبته للانطلاق في رحلة جديدة يستمتع فيها مع أصدقائه المقربين على أحد الشواطئ في أستراليا، وذهب برفقة والدته إلى المطار، وحضنته الأم بقوة وودعته، إلا أنها لم تكن تعرف أنها المرة الأخيرة التي ستقابله فيها، إذ انتهت رحلته السعيدة بمأساة غير متوقعة.
احتضنت السيدة البريطانية تانيا ماكناب، ابنها هوغو بالمر، البالغ من العمر 20 عامًا، وتبادلا كلمات الوداع عند أبواب المطار، استعدادا للذهاب في مغامرة العمر إلى أستراليا مع 4 من رفاقه، والتي تطلبت منه الكثير من الوقت وربما شهور لتوفير الميزانية والأموال الخاصة به، لكن رحلته انتهت بمأساة، إذ اختفى «هوغو» وصديقه المقرب إروان فيريو، بعد 3 أشهر فقط من سفرهم ولم يعودا أبدًا.
رحلة شباب إلى أستراليا تنتهي بمأساة
ظلت الأم تبحث عنه برفقة فرق الإنقاذ إلا أنها لم تعثر على شيء لهم إلا بعض متعلقاتهم على شاطئ بولاية نيو ساوث ويلز، ما دفع الشرطة إلى الاعتقاد بأنهم غرقوا بعد أن تم جرهم تحت الماء بسبب التيارات الخطيرة والمعروفة فقط لدى السكان المحليين، ولكن ليس لدى السياح وهو ما تسبب بتلك المحنة الأليمة، بحسب ما نشرته صحيفة «ذا صن» البريطانية.
لم تتمكن تانيا وعائلتها من إقامة جنازة مناسبة لابنها الراحل إلا بعد عامين من اكتشاف «عظمة» واحدة له، تم انتشالها عن طريق رجال الإنقاذ والغواصين، كما أكد رجال الشرطة أن «هوغو» قد مات قبل أن تأكل سمكة قرش جسده، لذا قررت والدته الحزينة تانيا بشجاعة التحدث بشكل علني، لتحذير الآلاف من المراهقين الذين على وشك الانطلاق في مغامرات جديدة خلال تلك الفترة، كما ذكرت أن الشاطئ الذي توفي فيه هوغو قد جذب السياح دون تحذيرهم بشكل صحيح من المخاطر.
الأم «تانيا» تقيم عزاء ابنها بعد عامين من اختفائه
وذكرت «تانيا» في حديثها من منزلها في فورست رو بمقاطعة ساسكس، تحكي عن ابنها، أنه سافر بحقيبة ظهر مع 4 من أصدقائه في المدرسة لجميع أنحاء أستراليا لمدة ثلاثة أشهر، عندما تمكن من توفير ما يكفي من المال لشراء سيارة، والتوقف عند شاطئ شيلي شمال سيدني نيو ساوث ويلز: «لقد كان متحمسًا للغاية لبدء حياته، وأراد أن يذهب ويخوض هذه المغامرة الضخمة، وفي آخر مكالمة هاتفية أجريتها معه، ألقيت عليه محاضرة حول القيادة الآمنة، وتمنيت لو كنت أعرف بدلاً من ذلك أن أحذره من السباحة في تلك الأماكن الخطرة».
واكتشفت الأم منذ ذلك الحين أن الشاطئ مشهور بموجات المد والجزر القوية، ولا يدرك المخاطر جيدًا إلا السكان المحليون، فضلا عن أن الشاطئ لا خضع لأية حراسة، ويستقطب السياح بمجموعة من مرافق الشواء وأكواخ الشاطئ لتغيير الملابس.
وتروي «تانيا» أنه بمجرد سماعها الخبر سافرت مباشرة إلى أستراليا: «عندما كنا في استراليا، أخبرنا العديد من السكان المحليين أنهم يسحبون السياح دائمًا من البحر هناك، وتم إلغاء البحث عن الصبية بعد أسبوع، واضطررت للعودة إلى المنزل، وكانت مغادرتي بدون هوغو أصعب شيء اضطررت إلى القيام به على الإطلاق، ولا أعرف كيف وضعوني على متن الطائرة».