يتواصل الدعم الجزائري لجبهة “البوليساريو” الانفصالية على الصعيد الدبلوماسي، حيث وفّر قصر المرادية هذه المرة طائرة تابعة للأسطول الجوي الجزائري لإبراهيم غالي من أجل حضور فعاليات القمة الإفريقية للمناخ.
وتنعقد القمة الإفريقية للمناخ بالعاصمة الكينية نيروبي، بحضور رؤساء دول وحكومات إفريقية، قصد مناقشة التحدي المناخي المطروح على “القارة السمراء”، وكذا فرص “الاستثمارات الخضراء” بين دول القارة.
وتنقل إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”، إلى كينيا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية لحضور القمة، الأمر الذي يعكس الدعم اللوجستيكي الذي تقدمه الجارة الشرقية للجبهة الانفصالية رغم النفي الرسمي.
في هذا السياق، قال البشير الدخيل، خبير قانوني متتبع لمستجدات الملف، إن “الجزائر طرف أساسي ورئيسي في النزاع، والدليل على ذلك هو التمويل والدعم الذي توفره لجبهة البوليساريو في الملتقيات والمؤتمرات”.
وأضاف الدخيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إبراهيم غالي لا تربطه أي علاقة بالمناخ، ما يسائل خلفيات حضوره في قمة نيروبي”، وزاد مبرزا أن “الجزائر تستغل الجبهة لاعتبارات ذاتية”.
وأردف بأن “الجزائر تفرض حضور البوليساريو في هذه الملتقيات رغم أنها غير معنية بتاتا بتلك التيمات”، موردا أن “الأمر يتعلق بإشهار سياسي للجبهة لكي تظل حاضرة في الإعلام القاري والدولي”.
أما عبد الحميد بنخطاب، أستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط، فقال إن “النظام الجزائري يرعى الانفصاليين من كل النواحي، سواء تعلق الأمر بالناحية الدبلوماسية أو السياسية أو اللوجستيكية أو المادية”.
وذكر بنخطاب، في حديث لهسبريس، أن “الجزائر لا تترك أي فرصة إلا وأقحمت الجبهة في الأنشطة الدبلوماسية القارية كأن الأمر يتعلق بدولة قائمة الذات، بينما لا يعترف القانون الدولي والأمم المتحدة بوجودها أصلا”.
وشرح أن “أغلب دول العالم لا تعترف بجبهة البوليساريو، ولا تقيم معها أي علاقات دبلوماسية”، مشددا على أن “الجزائر وجنوب إفريقيا لهما حضور في أجهزة الاتحاد الإفريقي، ما يدفعهما إلى الدفع بالجبهة الانفصالية للمشاركة في الأنشطة الدبلوماسية”.
المصدر: وكالات