في اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، تستمر المطالب الحقوقية بـ”الحقيقة الكاملة في ملف المختَطَفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب وكل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
لجنة التنسيق لعائلات المختطَفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب، ضمن “المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف”، تتشبث بـ”الكشف عن الحقيقة الكاملة لجميع حالات الاختفاء القسري بالمغرب، بما فيها حالات الوفيات تحت التعذيب في مراكز الاستنطاق وأماكن الاحتجاز والاعتقال، وكل الحيثيات السياسية والأمنية التي أدت إلى هذه الجرائم وتوضيح جميع ملابساتها”.
ودعت اللجنة ذاتها إلى “رد الاعتبار للضحايا وعائلاتهم بالكشف عن نتائج التحاليل الجينية والأنثروبولوجية لتسوية قضية الرفات”، مع “الحفاظ الإيجابي على ذاكرة الاختفاء القسري من خلال الحفاظ على مراكز الاعتقال والمدافن الفردية والجماعية، وتحويلها إلى متاحف بدل تركها للإهمال أو تبديد معالم الجريمة”.
وانتقدت عائلات المختطفين إبان “سنوات الرصاص” عدم تكليف “المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية” نفسها “عناء مواصلة التحريات والبحث عن الحقيقة”، مع اتهامها بـ”إغلاق الملف دون معرفة الحقيقة”.
ونادت لجنة العائلات الحكومة بـ”إرفاق قرار التصديق على الاتفاقية الدولية بشأن التصريح باعتراف الدولة المغربية باختصاص اللجنة الأممية المعنية بالاختفاء القسري بـ’تلقي وبحث بلاغات الأفراد، أو بالنيابة عن أفراد يخضعون لولايتها’، وفق المادة 31 من الاتفاقية المذكورة، ضمانا لحق الانتصاف أمام اللجنة الأممية ومن أجل منح هذه المصادقة جميع الضمانات لتفعيلها داخليا”؛ كما طالبت بـ”نشر اللوائح الكاملة لضحايا الاختفاء القسري وتضمينها كل المعلومات الأساسية”، من قبيل: هوية المختفي، وتاريخ ومكان اختطافه، وأماكن احتجازه، وتاريخ ومكان الوفاة عند حدوثها، وتحديد المؤسسات والأجهزة المسؤولة عن الاختطاف والاحتجاز”.
موضوع ذكرى “يوم ضحايا الاختفاء القسري” أثار أيضا اهتمام أبرز الجمعيات الحقوقية المغربية، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي رصدت “عدم استكمال البحث عن الحقيقة بشأن العديد من ملفات الاختفاء القسري”، مضيفة أن “من ضمن الحالات العالقة تلك التي تضمنها تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة، حيث أبقت هذه الأخيرة البحث مفتوحا بشأنها، وعلى رأسها ملفات المهدي بنبركة والحسين المانوزي وعبد الحق الرويسي ووزان بلقاسم وعمر الوسولي ومحمد إسلامي وغيرهم”.
وتابعت الجمعية ذاتها: “لم تتم معرفة أماكن الدفن الخاصة بجزء كبير من ضحايا الاختفاء القسري ومجهولي المصير، والكشف عن نتائج الحمض النووي التي خضعت لها عائلات الضحايا. ومازال مصير أكثر من 153 شخصاً مجهولاً حتى الآن حسب التقرير السنوي الأخير للفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي”.
وترى الهيئة الحقوقية ذاتها أن “التوصيات الأساسية لهيئة الإنصاف والمصالحة لم تنفذ”، وذكرت التوصيات المتعلقة بـ”الإصلاحات الدستورية والمؤسساتية والقانونية والتشريعية والإدارية والتربوية، ووضع الإستراتيجية الوطنية لمناهضة الإفلات من العقاب وإصلاح النظام القضائي والحكامة الأمنية والتوصيات المتعلقة بحفظ الذاكرة، والاعتذار الرسمي والعلني للدولة، وإلغاء عقوبة الإعدام، والمصادقة على الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، واستكمال الجبر الحقيقي للأضرار الفردية والجماعية”.
كما ذكرت الجمعية الحقوقية بـ”عدم نشر التقرير النهائي والمفصل حول متابعة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يتضمن لائحة كاملة ومفصلة لحالات الاختفاء القسري، بما فيها الحالات العالقة التي تضمنها تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة وطرق معالجتها من طرف هيئة المتابعة”.
ونادت الهيئة الحقوقية بـ”الإسراع في استكمال مسطرة التصديق الكامل على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري من خلال تقديم الإعلانين المنصوص عليهما في المادتين 31 و32 من الاتفاقية، المتعلقين باعتراف الدولة المغربية باختصاص اللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري في تلقي وبحث شكاوى الأفراد وكذا شكاوى الدول بشأن أخرى ودراستها”.
ودعت الهيئة ذاتها إلى التصديق على كافة المعاهدات والاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان التي لم يصادق عليها المغرب، وخاصة “البروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدام”، و”البروتوكول الاختياري الثّالث الملحق باتّفاقية حقوق الطفل الخاصّ بالبلاغات والشكايات الفردية”، و”نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية”، و”الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب”.
وأبرزت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أيضا الحاجة إلى “العمل على تشكيل آلية وطنية للحقيقة، لمواصلة الكشف عن الحقيقة حول جميع الملفات المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة حالات الاختفاء القسري، مع إشراك الضحايا وأسرهم والحركة الحقوقية، طبقا للمادة 24 من الاتفاقية، استجابة لمطالب الحركة الحقوقية المغربية؛ وعلى الخصوص الواردة في توصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، المنعقدة في نونبر 2001، والندوة الدولية لمراكش حول «مسار الإنصاف والمصالحة في المغرب» (…) في أبريل 2018”.
المصدر: وكالات