هيثم بعد عبور المانش
حلم لم يغب عن البال، وإرادة أقوى من الحديد، ونفس قوية لا تخش موجات البحر العاتية، التي كثيرًا ما اعترضت الشاب هيثم عادل المستخدم للكرسي المتحرك، ورفاقه الأربعة في محاولتهم لعبور المانش، الرحلة البحرية التي تبدأ من إنجلترا وتنتهى عند فرنسا، ورغم ما واجههم من مخاطر حملتها أمواج البحر، لكن الحلم تحول إلى حقيقة ونجح الأبطال الخمسة في رحلة العبور، وأصبح اسم الشاب العشريني، مصحوبًا بإنجاز تاريخي، فهو أول سباح في العالم يعبر المانش مستخدمًا الكرسي المتحرك.
عبور بحر المانش الحلم الذي طالما تمنى هيثم عادل، لاعب منتخب مصر في رياضة الترايثلون، تحقيقه، بعدما قدر له استخدام الكرسي المتحرك في حادث أصابه بالشلل قبل قرابة 10 سنوات، من وقتها ظن أنه يعيش في كابوس صعب، إلى أن ابتسمت له الحياة من جديد بممارسة السباحة: «كانت أول مرة أحس إني بعمل حاجة حاببها».
حب «هيثم» للسباحة يتحدى الكرسي المتحرك
أحب «هيثم» السباحة التي منحته الحياة من جديد تعلق بها، كأنها طوق النجاة للخروج من عزلته، أكستبه الثقة بالنفس: «محدش بقى يتحكم في حركتي»، حفظ نصائح المدربين فأتقنها، وجاءت فرصته حين سمح له الالتحاق ببطولات الجمهورية.
حصد «هيثم» بطولات في السباحة، تحدى الكرسي المتحرك، ووضع لنفسه هدفًا جديدًا، إذ أراد الالتحاق برياضة الجري بالكراسي المتحركة، رياضة الترايثلون: «بقيت أحس إني بعمل حاجات الناس السليمة مش بتعملها».
بطولات «هيثم» في السباحة تدفعه لحلم المانش
ما حققه الشاب الرياضي من بطولات مختلفة، جعلته يتشبث بحلم عبور المانش، الذي لم يغب عن باله، مقتضيًا بالرياضي عبد اللطيف أبو هيف، اللاعب المصري الذي عبر القناة الإنجليزية الفرنسية: «مهما خدت من بطولات كنت حاسس أن بحر المانش أحسن بطولة في العالم»، وفقًا لـ«هيثم».
قادت الصدفة «هيثم» للتواصل مع الكاتبن خالد شلبي، المسئول في مصر عن عبور المانش، وأفصح له عن رغبته، ليخبره المدرب بأن نجاح المحاولة يعني أنه سيكون أول بطل في العالم يعبر المانش بالكرسي المتحرك، وعلى الفور أتم البطل العشريني استعدادته الخاصة للسفر برفقة الأصدقاء الأربعة، لعبور المانش.
«5 أبطال في السباحة» هكذا وصف «هيثم» رفقاء الرحلة، بداية من وجود الكابتن خالد شلبي، المسئول عن الفريق، ومن ثم البطل أحمد أسامة، الذي عبر المانش في العام الماضي، و«شيروت» وهي بطلة أوليمبية في السباحة بالإضافة إلى البطلة المجرية ديانا، وأيضًا البطل زيزو شلبي: «كلنا متدربين على أعلى مستوى.. وكان هدفنا واحد»، ورغم أن «هيثم» هو الوحيد المستخدم للكرسي المتحرك وهو ما زاد من حماسه.
رحلة «هيثم» وأصدقائه في عبور المانش
مع مطلع فجر يوم الخميس، 24 أغسطس الجاري، كان الأبطال الخمسة على موعد مع رحلة العبور: «إحساس مقدرش أوصفه، ما بين الخوف من ظروف الجو بس الحماس كان غالب أي خوف»، وبالفعل بدأ الأبطال في التبديل تباعًا أثناء رحلة العبور التي استمرت قرابة 12 ساعة.
وفي الثالثة فجرًا بدأت الرحلة الممتعة لا يوجد سوى المركب والمدرب والأبطال الخمسة: «كنا مقسمين بعض، كل واحد بيعبر ساعتين»، صعوبات كثيرة واجهت اللاعيبين بسبب ظروف الجو في البحر: «درجة الحرارة كانت منخفضة جدًا والموج كان عالي أوي».
ورغم ذلك لم يتخل «هيثم» عن حلمه الذي التقط خيوطه من أصدقائه بنزوله إلى بحر المانش لاستكمال الرحلة وسط ما واجهه من صعوبات: «كنت بعوم بإيدي لمدة ساعتين، كنت حاسس إني هموت فعلًا البحر كان صعب جدًا»، الثقة التي امتلأ بها هيثم جعلته يتحدى أي خوف.
ومع الثالثة عصرًا كان الأبطال الخمسة وصلوا إلى هدفهم بالعبور إلى فرنسا، ويصبح «هيثم» أول بطل يعبر المانش وهو من أصحاب الكرسي المتحرك: «مكنتش مصدقة إني هقدر، لكن صدقت حلمي ووصلت».