قررت حكومة المملكة الإسبانية أن تزيد ميزانية برنامج المزايا الضريبية للأفلام والمنتجات السمعية والبصرية من 60 إلى 400 مليون يورو، ووافقت المفوضية الأوروبية في بروكسل على هذا الطلب الذي يمنح الشركات امتيازات تضر بسوق المنافسة.
وحسب جريدة إلباييس فإنه سيتم، أيضًا، تمديد مخطط مساعدة للقطاع السمعي البصري، سواء للإنتاج الإسباني البحت أو للإنتاج المشترك الدولي أو الأجنبي الخاضع لدفع ضريبة الشركات في إسبانيا، حتى 31 ديسمبر 2026.
وفي تفسير القرار والامتياز ذكرت الصحافية سيلفيا أيوسو أن الاتحاد الأوروبي يقبل هذا النوع من المزايا الضريبية للترويج للسينما، وغيرها من المشاريع السمعية والبصرية التي يعتبرها “تلعب دورًا مهمًا في تطوير الهوية الأوروبية”، وعلى وجه الخصوص الأفلام الروائية الإسبانية التي “تواجه منافسة قوية من خارج أوروبا”.
هذا تعبير ملتو لا يسمي الجهة التي تأتي منها الأفلام القوية التي تستحوذ على القاعات الإسبانية، وتجعل خروج فيلم محلي للقاعات في مدريد صعبا.
لقد سيطرت شركات الإنتاج الأمريكية المفترسة على شباك التذاكر العالمي طيلة القرن العشرين وفي مطلع القرن الواحد والعشرين. شركات مثل وارنربراذرز، والت ديزني، أينيفيرسال، مارفل…
عام 1972 حقق فيلم بروس لي la fureur du dragon ضعف ميزانيته ألف مرة. نعم 1000، ليس هناك خطأ في المعلومة.
في 3 أسابيع من غشت 2023 حقق فيلم باربي أكثر من مليار دولار، وتسبب في نقص اللون الوردي في الأسواق، وجعل الشيوخ يشاهدون الفيلم ليهاجموه… مع ميزات تواصلية رهيبة كهذه ففي جل دول العالم لا تستطيع الأفلام الروائية غير الأمريكية الخروج للقاعات السينمائية والصمود فيها. وبدل فحص السبب يسمي السينيفيليون تلك الأفلام تجارية، وكأن ذلك يجعل تصويرها سهلا.
أي وهم.
بعد دراسة الاقتراح الإسباني والتحقق مما إذا كان يتوافق مع قواعد مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي خلصت المفوضية إلى أن المخطط الإسباني، بصيغته المعدلة، يظل “ضروريًا ومناسبًا ومتناسبًا لتعزيز الثقافة في إسبانيا في الاتحاد الأوروبي”.
لهذا يدعم الاتحاد الأوروبي ما يسميه سلعة ثقافية “تعكس وتشكل مجتمعاتنا”.
إن لم يصور المخرجون الإسبان بلادهم كما يرونها سيأتي من يفعل من الخارج. يستشهد إدوارد سعيد إسبانيا بقول ماركس “إن من لا يستطيعون أن يمثلوا أنفسهم في مشهد الثقافة الكونية سيمثلهم الآخرون”، “الثقافة والإمبريالية” ص 332.
كان هذا صحيح في القرن التاسع عشر، وصار أشد في القرن الواحد والعشرين.
في زمن سيطرت أفلام أمريكا: باربي وأوبنهايمر ومهمة مستحيلة على شاشات العالم، تزيد الدول ميزانيتها لتصوير أفلام تعبر عن مجتمعها وهويتها لكي لا تمحوها العولمة السينمائية.
في المغرب يجب التقاط الدرس؛ إما إن ننتج صورتنا عن أنفسنا أو سيتولى الآخرون ذلك.. هم سيتولون تصويرنا كما يريدون وعرضنا على العالم كما لا نريد.
المصدر: وكالات