علاقات و مجتمع
في خمسينيات القرن الماضي، كانت المراسلة البريدية «الجوابات» هي وسيلة التواصل الوحيدة بين ملايين الناس، يأتي الساعي إلى البيوت يسلم الرسائل التي كُتبت بكل حب وشوق إلى أصحابها؛ ويستلمونها بفرحة الاطمئنان على الغائبين عنهم، وهو ما اعتادت عليه الصديقتان باتسى جريجورى وكارول آن كراوس في ماضيهما، ولم يؤثر على تلك العادة اللطيفة حداثة العصر أو حتى بعد المسافة بين إنجلترا ونيويورك وبعد معرفتهما بعضهما البعض عن طريق الكشافة وغياب طويل استمر 68 عامًا التقيتا لأول مره في الأيام القليلة الماضية.
لقاء بعد مراسلة 68 سنة
في منتصف الخمسينيات كانت الأنشطة المدرسية، خاصة الكشافة، فرصة لتعرف كل من الإنجليزية «جريجورى» والأمريكية «آن كراوس»، لأول مرة عندما كانت الأولى تشارك فى فتيات المرشدات فى المملكة المتحدة، وكانت كراوس فى فتيات الكشافة فى الولايات المتحدة، قالت جريجورى لـ موقع «South West News Service» وصحيفة «مترو»: «في المرشدات، حصلت على اسم كارول آن وكانت المدرستان على تواصل مما سمح لنا الكتابة حينها ولم نتوقف أبدًا»، كانت الأنشطة المدرسية وسيلة للتعارف بين الطلاب آنذاك وبالرغم من ذلك لم تلتقيا ولا مرة، فكلاهما في ذلك الوقت كانتا تبلغان من العمر 12 عامًا.
شعرت الصديقتان بالألفة والود خلال تبادل رسائلهما الورقية، ما جعلهما طوال الـ68 عامًا من حياتهما تراسلان بعضهما البعض بدون ملل حتى وصلت الحروف في أوراقهما لأكثر من 800 حرف، ليكون اللقاء الأول معبرًا عن اللهفة والشوق، لتروي «جريجوري» شعورها عن لقاء صديقتها: «لقد تذكرنا دائمًا بعضنا البعض فى الذكرى السنوية لصداقتنا وفى عيد الميلاد وأشياء من هذا القبيل، كنا نكتب رسالة واحدة على الأقل كل شهرين لبعضنا البعض، ونتحدث عن المدرسة، ومع من خرجوا وما هو الجديد فى حياتنا»، بينما قالت كراوس «وما زلنا نواصل المراسلة حتى الآن».
تفاصيل اللقاء الأول
الآن وكلاهما يبلغ من العمر 80 عامًا لم تتخلَ أي منهما عن اللقاء الذي وعدتا بعضهما به، بعد أن كانتا تكتبان رسائل لبعضهما البعض من جانبي المحيط الأطلسي منذ أن كانتا تبلغان من العمر 12 عامًا فى عام 1955، حتى جاءت اللحظة المناسبة مع اقتراب عيد ميلادها الثمانين في السادس من يونيو، اعترفت جريجورى لابنتها ستيف بأنها تريد دائمًا السفر لزيارة كراوس، التى تعيش الآن فى كونواى بولاية ساوث كارولينا، واستخدمت ابنتها وسائل التواصل الاجتماعى لتعقب عائلة كراوس وسألت عما إذا كانوا مهتمين باللقاء فقالوا نعم بالطبع.
قالت كراوس التي كانت متوترة لمقابلة صديقها فى المراسلة شخصيًا: «كان الأمر عاطفيًا فأعياد ميلادنا مفصولة بشهر واحد فقط.. كنت أكثر من سعيدة لقبولها العرض، وبعد سماع ذلك، فاجأتها عائلتها في عيد ميلادي الثمانين بتذكرة سفر إلى ساوث كارولينا لأتمكن أخيرًا من مقابلة صديقها بالمراسلة فى 14 يوليو».
وقالت جريجوري عن لقاء كراوس: «كان الأمر عاطفيًا للغاية – لقد كان رائعًا.. تعرفت عليها على الفور، كانت تشبه صورتها تمامًا.. كان الأمر كما لو أنني رأيتها الأسبوع الماضى لأننا عرفنا بعضنا البعض لفترة طويلة».