علاقات و مجتمع
كان شابًا مقبلًا على الحياة في أولى سنواته الدراسية، حتى تعرض لحادث سير غيّر مستقبله بالكامل، وشخّصه الأطباء بعد العديد من المحاولات المختلفة بإصابته بالشلل النصفي في الطرفين السفليين من قدميه، وعانى كثيرًا بسبب عدم قدرته على الحركة مجددا، إلا أن الأمل ولد من رحم المعاناة، فكانت تلك الحادثة اللهيب الذي أشعل قصة الحب بينه وبين زوجته التي وصفها بالداعمة الأولى له.
«محمد» يتحدى إعاقته الحركية ويكمل دراسته
قبل أن يشاء القدر بأن يجتمع كل من الزوجين، سعى «محمد» الذي تخرج في كلية الحقوق، إلى أن ينهي رحلته التعليمية رغم مشقتها، نتيجة نظرات المجتمع والزملاء في ساحات الجامعة، فلم يكن يذهب إليها سوى أيام الامتحانات، وفقا لما ذكره لـ«هن»: «بعد أولى كلية اتعرضت لحادثة غيرت لي حياتي بالكامل، وكنت بخاف أنزل من البيت بسبب نظرات الناس ليا وفي أيام امتحانات الكلية كنت دايما بغطي رجلي عشان محدش يشوفني، وكنت قلقان على مستقبلي المهني، لكني مستسلمتش وأتعودت أتعامل مع الناس وأتقبل نفسي».
«محمد» يعيش قصة حب متحديا نظرات المجتمع
وبعد مرور سنوات على تخرجه من الجامعة، ألقت به الصدفة إلى أن يقابل نصفه الثاني، لتكون له عونا وسندا على صعوبة الحياة، إذ بدأ محمد يسري، البالغ من العمر 30 عامًا البحث عن زوجة مناسبة له حتى عثر على حبه الأبدي.
رغم بُعد المسافة واختلاف الظروف، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام حبهما، فمن خلال صديق له عرّفه على فتاة حسنة الخلق من محافظة مختلفة، فأسرع لرؤيتها، بينما قلبه كان يخفق بسرعة شديدة خوفا من عدم القبول، ليحدث ما ليس متوقعا بحسب ما ذكره لـ«هن»: «كنت رايح وأنا خايف من أهلها ميوافقوش عليا، إلا إني لاقيتهم مرحبين بيا جدا، وتقبلوني كإني ابنهم والعروسة وافقت عليا».
«محمد» وزوجته قصة أمل وحب
شعرا بالأمان والانتماء منذ الوهلة الأولى التي تقابلا فيها، إذ لم تهتم زوجته كثيرا بما يقوله الآخرون عنه، متحدية بذلك نظرات المجتمع وكلامه، من أجل أن تقضي حياتها معه حتى النهاية وفقا لما ذكره «محمد» لـ«هن»: «حسينا إننا مشتركين في حاجات كتبر، وكان بينا قبول، ورغم إصابتي الشديدة، إلا إنها صبرت عليا وتحدت رافضي زواجنا من أهلها، وده اللي ساعدني أبقى أقوى بوجودها جنبي».
شعاع النور الذي ظهر من حياته المظلمة، ساقه إلى البحث عن عمل حتى يتمكن من إعالة بيته الجديد، فلم توقفه إعاقة أو كلام سلبي: «قدرت أكون نفسي وأظبط أموري المادية، فبدأت أشتغل كسائق بسيارتي الخاصة بذوي الهمم وبجانبها كول سنتر بإحدى الجمعيات الخيرية عشان أقدر أساعد نفسي وأصرف على بيتي، رغم صعوبة ده إلا إن حبها كان سبب كبير إني أتحدى كل المعوقات اللي تقابلني، وبتمنى ربنا يرزقنا بزيارة لبيته الحرام سوا، وأدعي أمام الكعبة بشفائي».