يعتبر قفطان النطع الفاسي من أشهر القفاطين المغربية الأصيلة، التي تفننت أنامل الصانع التقليدي بمدينة فاس في إبداعها؛ فهو، فضلا عن ثوبه المخملي المعروف بـ”الموبرة” وتفاصيله الدقيقة، يتميز بتطريزة النطع النادرة، التي تتطلب مهارات يدوية دقيقة تم توارثها من “معلم” إلى آخر.
تراث العائلات الفاسية
الطيب العيساوي، المهتم بتاريخ فاس ومؤسس موسوعة “ويكي فاس”، قال إن قفطان النطع الفاسي “اشتهر بالعاصمة العلمية للمغرب، واشتهرت به هذه الأخيرة منذ عقود”، مبرزا أنه “تراث توارثته العائلات الفاسية والمغربية، ولباس تتزين به المغربيات في الأعراس والمناسبات الخاصة والرسمية”.
وتابع العيساوي، في حديثه لهسبريس، أن “قفطان النطع الفاسي من الألبسة التي أبدع الصانع التقليدي الفاسي في تصميمها من ثوب “الموبرة”، وطرزها بتطريز النطع الفاسي الشهير بخيوط “الصقلي” الذهبية”، مشيرا إلى أن هذا القفطان “من الألبسة التي اكتسبت شهرة واسعة محليا وعالميا، تماما مثل الطربوش الفاسي والبلغة الزيوانية ولبسة الجوهر أو اللبسة الفاسية، التي بدورها لا تغيب عن الأعراس المغربية”.
من جانبها، قالت هند التكناوتي، وهي مصممة أزياء تقليدية ومهتمة بتراث مدينة فاس، إن “قفطان طرز النطع الفاسي من الأزياء التقليدية النفيسة، التي تحضر منذ زمان في حفلات حناء العروس الفاسية”، مشيرة إلى أنها منذ نعومة أظافرها وهي تشهد على صنع قفطان النطع بمدينة فاس العتيقة من طرف “المعلمين” الذين توارثوا هذه الحرفة عن الأجداد.
وأضافت التكناوتي، في حديثها لهسبريس، أن قفطان النطع الفاسي، الذي أوضحت أن صناعته تمر بعدة مراحل، “يتطلب أياما وليالي من العمل لكي يصبح جاهزا”، مبرزة أن “هذا القفطان يحافظ سنوات على جودته، ويظل على حاله وكأنه صنع حديثا، رغم أن عمره قد يناهز 50 عاما”.
وأكدت أن قفطان النطع الفاسي قفطان فاسي يتميز برقيه وجماليته، داعية إلى المحافظة على هذا الموروث الثقافي المغربي.
تراث مغربي بشهرة عالمية
بدورها، أوضحت ليلى المرنيسي، الفاعلة الجمعوية وصاحبة محل لعرض الملابس التقليدية الجاهزة بمدينة فاس، أن “القفطان المغربي، بكل تشكيلاته، تراث مغربي له تاريخ عريق، بما في ذلك قفطان النطع الفاسي الذي ابتكرته أنامل الصناع التقليديين بمدينة فاس”.
وأضافت المرنيسي، وهي تتحدث لهسبريس، أن صناعة قفطان النطع تحتاج إلى الدقة والإتقان، مشيرة إلى أن هذا النوع من القفاطين المغربية يكون فضفاضا ويعرف بأكتافه وأكمامه العريضة، كما أنه يتميز بـ”العقاد” و”السفيفة” العريضة، التي تغطي طول فتحته الأمامية، المبرومة بخيوط “الصقلي” الذهبية.
وأبرزت أن التطريزة، المعروفة بـ”الطاوسة”، تعد السمة البارزة لقفطان النطع الفاسي، وتكون على شكل تطريزة لطائرين من الطاووس أسفل الفتحة الأمامية للقفطان، مشيرة إلى أن هذا القفطان يشكل لباسا أساسيا ورسميا للعروس الفاسية والمغربية، خصوصا ليلة الحناء، وأنه كان في بداية ابتكاره بلوني العلم المغربي، الأحمر والأخضر.
وقالت المرنيسي إن الجزائر، بمحاولة سطوها على قفطان النطع الفاسي، تبحث عن “البوز” باستغلال تراث الآخرين للتباهي به، لافتة إلى أن قفطان النطع الفاسي، مثل الزليج البلدي، تراث مغربي اختصت به مدينة فاس، و”هو ما يؤكده التاريخ وتقر به جميع بلدان العالم”، تضيف المتحدثة ذاتها.
المصدر: وكالات