دعا ذوو طلبة إلى توفير خزانات للكتب والكراسات في المدارس، حتى لا يضطر الطلبة لحمل أوزان ثقيلة على ظهورهم يومياً.
وحذر أطباء أطفال وعمود فقري من إمكانية أن تشكل الحقيبة المدرسية خطراً على صحة الطلبة بسبب زيادة وزنها على 20% من وزن الجسم.
وأكدت مدارس حظر استخدام الحقائب المزودة بالعجلات، أو مقبض حديدي، ووضعت مواصفات للحقيبة وطالبت الأسر بالالتزام بها.
وتفصيلاً، أكد ذوو طلبة أن الجهات التعليمية وجهت بتخفيف الحقيبة المدرسية وحددت الحد الأقصى لوزنها، إضافة إلى إلزام المدارس بتركيب خزانات بالصفوف ووضع الكتب التي سيحتاجها الطالب فيها، لحل مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية التي يعانيها جميع الطلبة، إلا أن الكثير من المدارس لا تطبق هذه التعليمات ويلزم معلموها الطلبة بإحضار جميع الكتب يومياً.
وقال ذوو طلبة معتصم الولي، وهاني برسوم، وميار فؤاد، ونجوى حسن، إن مخاوفهم تتجدد مع بداية كل عام بسبب ثقل وزن الحقيبة المدرسية، وما يترتب عليها من أضرار صحية على أطفالهم، خصوصاً أن البعض بدأ في الشكوى من آلام الظهر والعمود الفقري نتيجة حمل حقيبة يبلغ وزنها 15 كيلوغراماً، نتيجة إصرار بعض المعلمين على إلزام الطلبة بحمل كم كبير من الكتب والدفاتر يومياً.
وتابعوا أن المعلمين يتحججون بأن المواد الدراسية المقررة تحتاج إحضار الطلبة للكتب يومياً، لافتين إلى ضرورة توزيع جدول الحصص بشكل يخفف من عدد الكتب الواجب استخدامها يومياً للتخفيف عن الطلبة، مع تخصيص خزائن داخل الصفوف والسماح للطلبة بحفظ الكتب التي تستخدم يومياً بداخلها.
وقال مصطفى أحمد، والد ثلاثة أبناء في صفوف دراسية مختلفة بمدرسة خاصة، إن كل واحد من أبنائه يحمل يومياً حقيبة مدرسية يراوح وزنها بين 8 – 12 كيلوغراماً، تحوي كل الكتب والأدوات المدرسية، وصندوق الطعام، معرباً عن تخوفه من خطورة حمل هذا الوزن يومياً.
وذكر ذوو طلبة، محمد صديق وأميرة عوف ورباب خليفة، أن مدارس أطفالهم تلزم الطلبة بشراء آيباد والحضور به يومياً إلى المدرسة، ورغم ذلك لم تستغن عن الكتب المدرسية، ويقوم الطلبة بحملها يومياً داخل الحقائب المدرسية، ما يعرض الصغار منهم إلى أمراض العظام على مدى العام الدراسي.
وحذر أخصائيو الأطفال وأمراض العظام، وائل سند، ومحمد عطية، وسارة خالد، من أن وزن الحقيبة المدرسية التي يقوم الطلبة بحملها يومياً له تأثير واضح في التوازن والقوام ومشكلات العمود الفقري، ما يتطلب ألا يزيد وزنها على 10% من وزن الطالب، حتى لا تشكل خطراً مستقبلياً على صحته، مشيرين إلى أن ثقل وزن الحقيبة المدرسية يترك تأثيراً سلبياً في توازن الطالب وقوامه وينتج عنه آلام الجهاز الحركي.
وأشاروا إلى إمكان إصابة العمود الفقري للطفل الذي لايزال في طور النمو بضرر دائم في حال حمل حقيبة مدرسية ثقيلة لفترات طويلة، بجانب إصابته بأوجاع في الرقبة والأكتاف خصوصاً أن الكثير من الطلبة يحملون حقائبهم المدرسية على كتف واحدة وهي طريقة تتسبب في الإصابة بانحناء الجسم.
وشددوا على أن الهيكل العظمي للطفل لا يتحمل الأوزان الثقيلة، لاسيما عند المشي بها لمسافات طويلة، داعين ذوي الطلبة إلى شراء حقائب مصنوعة من القماش حتى تكون خفيفة الوزن، وأن يتأكدوا من أن طفلهم يضع الحقيبة على كتفيه وليس على كتف واحدة.
وحمل المعلمون، محمد جلال ومنال حجازي وسعاد أبوالعلا، ذوي الطلبة مسؤولية ثقل الحقيبة المدرسية، نتيجة اختيارهم حقائب ذات عجل وقضبان حديدية وزنها وهي فارغة يصل إلى خمسة كيلوغرامات. إضافة إلى عدم مراجعتهم محتويات حقائب أطفالهم حيث يضع كثير من الطلبة جميع الكتب والدفاتر داخل الحقيبة، إضافة إلى صندوق الطعام، مؤكدين وجود خزائن مخصصة للطلاب في المدارس، ولكنها لا تستخدم بالشكل المطلوب.
ودعوا الآباء والأمهات للتروي والانتباه عند اختيار الحقيبة المدرسية للطفل، وألا يكتفوا باختيار الحقيبة التي تنال إعجابه، ولكن يجب النظر إلى الحقيبة التي تتوافر فيها معايير الصحة والأمان، والتأكد من وضع الأشياء الضرورية فقط.
وأشار مسؤولون في مدارس خاصة، إلى صعوبة الاستغناء عن الحقيبة المدرسية حيث لايزال الكتاب المدرسي المصدر الأول للتعليم.
وأضافوا أن الكتاب الإلكتروني وسيلة تعليم مساعدة وأن تنفيذ فكرة استبدال الحقيبة المدرسية بالحقيبة الإلكترونية لايزال صعباً من الناحية المادية والتقنية، لافتين إلى أنه لتجنب الآثار السلبية المحتملة لما يمكن أن يسببه حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على الطلبة لا يسمح بدخول الحقائب المزودة بعجلات أو الحقائب ذات المقبض الحديدي، وتم تحديد أبعاد حقيبة طلبة رياض الأطفال بـ30 في 40
سنتيمتراً، وحقيبة طلبة الصف الأول بـ30 في 50 سنتيمتراً مع التشديد على أن تكون الحقيبة مناسبة ومتناسقة مع الحجم والتكوين الجسماني للطالب، وألا يتعدى الوزن الإجمالي للحقيبة المدرسية 20% من وزن جسم الطالب.
في المقابل، أكدت دائرة التعليم والمعرفة، في سياسة تحديد وزن الحقيبة المدرسية، أنها تعمل بالتعاون مع المدارس على تجنب الآثار السلبية المحتملة لما يمكن أن يسببه حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على الطلبة، مشيرة إلى أن الوزن المثالي الإجمالي للحقيبة المدرسية يجب ألا يتعدى 20% من وزن جسم الطالب.
وطالبت المدارس بالالتزام باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تجاوز وزن الحقيبة المدرسية الأوزان المحددة عبر مراجعة سياسة الواجبات المدرسية لتكون أكثر مرونة، وحث المعلمين على توزيع أوراق عمل للطلبة أو كراسات تمارين للاستعانة بها في حل الواجبات المنزلية.
وحددت الدائرة الحد الأقصى لوزن الحقيبة المدرسية لطلبة الروضة الأولى KG1، بـ2.2 كيلوغرام، ولطلبة KG2 بـ2.4 كيلوغرام، وللصف الأول بـ2.6 كيلوغرام، والصف الثاني بثلاثة كيلوغرامات، والصف الثالث 3.4 كيلوغرامات، والرابع 3.8 كيلوغرامات، والخامس 4.1 كيلوغرامات، والسادس 4.5 كيلوغرامات، والسابع خمسة كيلوغرامات، والثامن 5.8 كيلوغرامات، والتاسع 6.5 كيلوغرامات، فيما حددت الوزن الأقصى لحقيبة الصفوف من العاشر حتى الثاني عشر بـ7.3 كيلوغرامات.
وحثت الدائرة المدارس على تشجيع الطلبة على استخدام حقائب مدرسية تحتوي على جيوب وأجزاء داخلية منفصلة، تتسع للكتب والأدوات الأخرى، إضافة إلى اختيار حقيبة صحية. وتشجيعهم على حمل الحقيبة على كتفين وليس على كتف واحدة، وحثهم على استخدام حقائب تحتوي على أحزمة كتف مبطنة وعريضة وقابلة للتعديل بحيث تتناسب مع جسم الطفل، إضافة إلى توفير أماكن كافية للطلبة لتخزين كتبهم الدراسية مع مراعاة الأمن والسلامة وزيادة وعي الطلبة عن طريق وضع ميزان حقائب في كل صف ليتمكنوا من قياس وزن حقائبهم.
• 2.2 كيلوغرام الحد الأقصى لحقيبة أطفال KG1.
«التعليم والمعرفة»:
• «المدارس ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تجاوز وزن الحقيبة المدرسية الأوزان المحددة».
أطباء:
• «وزن الحقيبة المدرسية له تأثير واضح في التوازن والقوام ومشكلات العمود الفقري مستقبلاً».
مواصفات الحقيبة
حددت وزارة التربية والتعليم مواصفات الحقيبة المدرسية للطلبة الصغار، بألا يتجاوز وزنها 10% من وزن الطالب، وأن تكون حافتها العليا بارتفاع الكتفين، وأن تحتوي على حمالات أكتاف قطنية عريضة، ومزودة بأحزمة عريضة مبطنة، وذات دعامة قطنية سميكة، وألا يتجاوز عرض الحقيبة عرض الطفل، كما يجب أن تكون متعددة الجيوب لتحقيق التوازن وسهولة الوصول للمحتويات وأن تكون مصنعة من مواد خفيفة الوزن.
وأفاد أطباء بأن السمات التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار حقيبة مدرسية قدرتها على حماية الطلبة من التعرّض لأي إصابات ووجود حزام كتف مبطّن بها، وألا تكون الحقيبة بحزام كتف واحد، ووجود جيوب متعدّدة لتوزيع الوزن، مع الحرص على أن يكون وزن الحقيبة المدرسيّة أقل من 10% من وزن الطالب، ولا يُنصح باستخدام الحقائب ذات العجلات، لعدم تناسبها مع حجم الطالب، وقد تسبّب آلاماً في الظهر، والكتف.