رفعت السلطات الصينية القيود التي كانت مفروضة خلال فترة جائحة كورونا على الرحلات السياحية الجماعية لعديد من البلدان؛ من بينها المغرب، وهو قرار يرتقب أن يعيد الانتعاش إلى توافد الصينيين على المملكة.
هذا القرار ينتظر أن يكون له أثر إيجابي على قطاع السياحة في كثير من البلدان؛ من بينها المغرب، خصوصا أن السياح الصينيين يُصنفون ضمن أكثر السياح إنفاقا في الخارج.
وكان المغرب قد أعفى الصينيين من التأشيرة بعد زيارة قام بها الملك محمد السادس إلى بكين عام 2016، وهو ما ساهم في ارتفاع عدد الصينيين الذين توافدوا إلى المملكة؛ لكن انقطعت الوتيرة عقب جائحة كورونا.
ويشهد قطاع السياحة في المغرب، منذ العام الماضي، انتعاشة كبيرة بعد استقبال 11 مليون سائح أجنبي، وفي النصف الأول من العام الجاري بلغ عددهم 6,5 ملايين سائح. ويتوقع أن يبلغ عددهم نهاية العام نحو 14,5 ملايين، وفق توقعات وزارة السياحة.
قال الدكتور ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، إن قرار الصين سيكون له أثر كبير على توافد مواطنيها على عدد من الوجهات السياحية الخارجية؛ من بينها المغرب، وهي سياسة تدخل ضمن الدبلوماسية الناعمة التي تنهجها الصين.
وأضاف بوشيبة، في تصريح لهسبريس، أن الصينيين لهم رغبة كبيرة في زيارة المملكة، خصوصا بعد قرار الإعفاء من التأشيرة؛ ناهيك عن السمعة التي حظيت بها المملكة عالميا، بعد الإنجاز الكبير في مونديال 2022 والأداء الاستثنائي للمنتخب النسوي في مونديال أستراليا.
وذكر المتحدث أن السائح الصيني ينفق كثيرا في سياحته في الخارج؛ لكنه متطلب من حيث الجودة، سواء من حيث الخدمات والإيواء والاستقبال.
وأضاف رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية قائلا: “الصينيون ينظرون إلى المغرب كنموذج بلد متواضع الموارد؛ لكنه نجح في تحقيق المعجزات، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا”.
وأشار بوشيبة، الذي يشتغل على تعزيز العلاقات بين البلدين منذ سنوات، إلى أن “السياح الصينيين يهتمون كثيرا بالسياحة الثقافية ويولون أهمية كبيرة لزيارة المآثر التاريخية؛ وهو ما يتوفر في عدد من المدن المغربية والتي تتطلب تعريفا أكبر لدى السوق الصينية”.
وفي رأي بوشيبة، فإن توافد الصينيين إلى المغرب من أجل السياحة سيثمر أيضا شراكات اقتصادية، حيث يزور عدد من رجال الأعمال الصينيين المملكة ويطلعون على البنية التحتية المتوفرة ومناخ الأعمال؛ وهو ما يشجعهم لإنجاز استثمارات، وهذا الأمر بدأ يتحقق في مجالات عديدة.
يعتبر المغرب من أوائل البلدان الإفريقية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية في عام 1958، وقد تعززت العلاقات أكثر مع قرار الرئيس الصيني شي جينبينغ والملك محمد السادس إرساء شراكة إستراتيجية بمناسبة زيارة جلالة الملك للصين في ماي 2016؛ وهو ساهم في فتح صفحة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية.
المصدر: وكالات