قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن بلاده تدعم الجهود الإقليمية المبذولة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للوضع المقلق للغاية في النيجر، حيث تجاهل المجلس العسكري هناك المطالب بتخليه عن السلطة وبدأ الإعلان عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة علي الأمين زين.
وأضاف بلينكن لإذاعة «آر.إف.آي» الفرنسية في مقابلة نشرت، أمس، أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل الوضع في النيجر، وذلك عقب الانقلاب الذي شهدته الدولة الإفريقية يوم 26 يوليو الماضي.
وتابع: «ليس هناك شك في أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل هذا الوضع»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعم مبادرة زعماء غرب إفريقيا لعقد قمة غداً لبحث الوضع في النيجر، وأحجم عن التعليق على احتمال انسحاب الجنود الأميركيين من هناك.
وسافرت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أول من أمس، إلى العاصمة نيامي، لإجراء ما وصفته بـ«محادثات صعبة» مع مسؤولي المجلس العسكري، وأعربت نولاند عن «قلق واشنطن البالغ بشأن التطورات في النيجر والتزامها الحازم بدعم الديمقراطية والنظام الدستوري».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، إن «نولاند حددت خلال الاجتماع ما هو على المحك إذا لم تحترم النيجر نظامها الدستوري، ويشمل ذلك الخسارة المحتملة لمئات الملايين من الدولارات من الدعم الاقتصادي والأمني لشعب النيجر».
ووصفت نولاند للصحافيين المحادثة التي استمرت أكثر من ساعتين بأنها كانت «صريحة للغاية وفي بعض الأحيان صعبة للغاية». وقالت إن طلبها مقابلة الرئيس المعزول والمحتجز محمد بازوم قوبل بالرفض، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تواصل الدعوة إلى الإفراج الفوري عن بازوم وأسرته وجميع المحتجزين.
وقالت نولاند إنها عرضت عدداً من الخيارات لإنهاء الانقلاب. وأكّدت أنها أوضحت العواقب على العلاقات مع الولايات المتحدة إذا لم يعمد الانقلابيون إلى إعادة السلطة لبازوم، وتابعت: «آمل بأن يبقوا المجال مفتوحاً أمام الدبلوماسية. قدّمنا ذاك الاقتراح وسنرى ما سيحدث».
ويعقد قادة منظمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إكواس» قمة استثنائية جديدة، غداً، بعد أسبوعين من الإطاحة بالرئيس بازوم، وعقب انتهاء مهلة حدّدتها المنظّمة للانقلابيّين من أجل تسليم السلطة أو مواجهة احتمال استخدام القوّة، وأفادت «إكواس» بأن القمة ستُعقد في أبوجا، برئاسة بولا تينوبو، الرئيس الحالي للمنظمة.
وأبلغ المجلس العسكري في النيجر المنظمة التي كانت تريد إرسال وفد إلى نيامي، بأن الوفد لا يستطيع المجيء في الوقت الحالي لأسباب أمنية، وقالت وزارة الخارجية في النيجر في رسالة إلى المنظمة: «السياق الحالي من غضب السكان واستيائهم بعد العقوبات التي فرضتها (إكواس) لا يسمح باستقبال الوفد المذكور في أجواء هادئة وآمنة».
وخلال قمة سابقة عقدت في 30 يوليو الماضي، أمهلت «إكواس» العسكريين في النيجر أسبوعاً، انتهى أول من أمس، لإعادة الرئيس المعزول بازوم، إلى منصبه وإنهاء احتجازه، ورغم أن قادة جيوش هذه الدول وضعوا الأسبوع الماضي إطار «تدخل عسكري محتمل»، انتهت المهلة الأحد الساعة 22.00 بتوقيت غرينتش، وقبيل انتهاء مهلة «إكواس»، أعلن قادة المجلس العسكري إغلاق المجال الجوي للنيجر، وقال المجلس في بيان إنه «في مواجهة التهديد بالتدخل الذي بدأت تتّضح معالمه انطلاقاً من استعدادات البلدان المجاورة، أغلق المجال الجوي للنيجر أمام كل الطائرات حتى إشعار آخر»، وأحدث ذلك بلبلة في الرحلات التي تسيّرها الشركات الأوروبية إلى بعض الوجهات الإفريقية، فاضطرت طائرات تسيّر رحلات من ليبرفيل ودوالا وكينشاسا وكوتونو للعودة إلى نقطة إقلاعها للتزود بكميات أكبر من الوقود تمكّنها من الطيران مسافة أطول من أجل الالتفاف على أجواء النيجر.
وكان وفد دول غرب إفريقيا وصل مساء الخميس الماضي إلى نيامي سعياً لإيجاد مخرج للأزمة، غير أنه غادر بعد بضع ساعات من دون أن يلتقي أياً من قادة المجموعة العسكرية، ورفضت أصوات إفريقية عدة في الأيام الأخيرة الخيار العسكري. ونبه وزير خارجية مالي عبدالله ديوب إلى أن التدخل العسكري يمكن أن يشكل كارثة، فيما دعا أعضاء مجلس الشيوخ النيجيري إلى تعزيز الخيار السياسي والدبلوماسي، وبدورها، أعلنت بعض الدول الغربية تأييدها الحل الدبلوماسي، وبينها ألمانيا التي قالت إن جهود الوساطة لاتزال في بدايتها.
• مسؤولة أميركية تلتقي مع قادة في المجلس العسكري، وتصف المحادثات بـ«الصعبة».
• المجلس العسكري يرفض زيارة وفد «غرب إفريقيا» إلى النيجر لأسباب أمنية.