يستضيف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الأسبوع الجاري، قمة إقليمية عالية الرهانات وسط مساعي قادة دول منطقة الأمازون لوضع خارطة طريق لإنقاذ أكبر غابة استوائية في العالم، وسيكون الاجتماع الذي يضم الدول الثماني الأعضاء في منظمة معاهدة التعاون في منطقة الأمازون، الثلاثاء والأربعاء، في بيليم عاصمة ولاية بارا بمنطقة الأمازون، بمثابة مقدمة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 30 الذي تستضيفه المدينة في 2025.
ويسعى الرئيس البرازيلي للوفاء بتعهده بعودة بلده إلى معركة مكافحة التغير المناخي بعد تدمير متصاعد في الأمازون في عهد سلفه جايير بولسونارو، ومع مئات مليارات الأشجار الممتصة للكربون، تُعد غابات الأمازون سدّاً رئيساً في وجه الاحترار المناخي العالمي.
ويحذر العلماء من أن إزالة الغابات تقربها بشكل خطر من نقطة حرجة تموت الأشجار من بعدها وتعيد إطلاق مخزوناتها من الكربون في الجو، وما يترافق معها من تداعيات كارثية على المناخ.
وارتفعت الانبعاثات الكربونية من الأمازون بنسبة 117% في 2020 مقارنة بالمعدل السنوي للفترة من 2010 إلى 2018، وفق أحدث بيانات الباحثين في الوكالة الوطنية للفضاء البرازيلية.
وقال لولا إنه يعتزم العمل مع الأعضاء الآخرين في المجموعة، بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وغويانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، لتطوير حوض الأمازون من دون تدميره.
ومن المتوقع أن يناقش القادة استراتيجيات لمحاربة إزالة الغابات والجريمة المنظمة والسعي للتنمية المستدامة للمنطقة التي تعدّ 50 مليون شخص، من بينهم مئات من الشعوب الأصلية التي تعد بالغة الأهمية لحماية الغابة.
وستختتم القمة بإعلان مشترك يُتوقع أن يكون طموحاً، وأن تضع جدول أعمال لإرشاد الدول في السنوات المقبلة، بحسب المسؤولة في وزارة الخارجية البرازيلية غيزيلا بادوفان.
وتعهدت البرازيل التي تضم 60% من مساحة الأمازون، بالقضاء على إزالة الغابات غير الشرعية بحلول 2030، وتحض الدول الأخرى على أن تحذو حذوها. وفي البرازيل، أكبر دولة مصدرة في العالم للحم البقر والصويا، تسبب تدمير الغابات في خسارة نحو خُمس الغابة الاستوائية المطيرة، وتراجعت إزالة الغابات من يناير إلى يوليو الماضيين بنسبة 42.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقبيل القمة دعت أكثر من 50 مجموعة مدافعة عن البيئة حكومات دول الأمازون لتبني خطة لمنع وصول الأمازون إلى نقطة اللاعودة.
وتدعو العريضة التي نشرت في مرصد المناخ، بقية الدول إلى الانضمام لتعهد البرازيل بالقضاء كلياً على إزالة الغابات بحلول 2030 وتعزيز حقوق السكان الأصليين وتبني «تدابير فاعلة» لمحاربة الجرائم البيئية.
وقال لولا، الخميس الماضي، إنه واثق بأنه للمرة الأولى وبشكل مشترك ومتماسك ستقر المنطقة بمسؤولية محاربة الجريمة المتفشية في الغابة الاستوائية المطيرة، مؤكداً أن مسؤولية إنقاذ الأمازون تقع على عاتق العالم بأسره.