علاقات و مجتمع
«نصف درجة» كانت القشة التي تعلقت بها «دعاء» للالتحاق في الثانوية العامة، بعد أن حصلت على مجموع 257.5 بالإعدادية، وكان تنسيق هذا العام للقبول بالثانوي العام 257 درجة، على الرغم معارضة أسرتها التي كانت ترى أنه من الأفضل الالتحاق بالتعليم الفني، كون الدراسة الثانوية صعبة ومكلفة من وجهة نظرهم.
إصرار كبير من «دعاء» جعلهم يستسلمون أخيرًا لرغبتها بعد عناء كبير، لكن بشرط وحيد وهو عدم حصولها على أي دروس خصوصية، كما كان متاحا لها بالسنوات السابقة، كون حصولها على دروس خصوصية بالمرحلة الثانوية فوق مقدرة الأسرة المادية، ويمثل عبءً على ميزانيتها خاصة مع تربية ورعاية أربعة آخرين من الأبناء: «الأبحاث اللي عملتها في ثالثة إعدادي، بسبب كورونا خلتني مذاكرتش وضعفت مستوايا اللي كان كويس في ابتدائي، وصممت على ثانوي عام، برغم كل محاولات ماما معايا عشان مدخلش».
صعوبات واجهت «دعاء» في دراستها
لم تكن صعوبة الدراسة وعدم قدرتها على الحصول على الدروس لمعاونتها على فهم الدروس، هي الصعوبات الوحيدة التي تحدتها دعاء جبريل، 18 عامًا، بحسب حديثها لـ«الوطن»، إذ أنها بعد اجتيازها الصفين الأول والثاني، ووصولها لمرحلة شهادة الثانوية العامة هذا العام، تزامن مع زواجها بعد بلوغها السن القانونية: «معظم البنات بتتجوز في الدقهلية بدري، وده ضغطني في مذاكرتي».
دعاء تنهي الثانوية العامة رغم ظروفها
عزيمة فولاذية وإرادة من حديد تحلت بها «دعاء» لاستكمال مسيرتها الدراسية والالتحاق في الجامعة، وبالفعل تمكنت من النجاح بالثانوية العامة هذا العام، وحصلت على مجموع 55%، وسط فرحة من عائلتها بنجاحها: «فرحتي متتوصفش وأهلي فرحوا جدًا ومكانوش مصدقين أني هنجح، وكان أهم حاجة عندهم أني نجحت، ومش مهم أي حاجة تانية».