تمثل أعماق المحيطات والبحار، عالمًا غامضًا لنا إلى حد كبير، فتختبئ فيه مخلوقات غاية في الغرابة والرعب، إلى الحد الذي تظن أحيانا، أن تلك المخلوقات خرجت من روايات الخيال العلمي، فأصبحنا نسمع كل فترة في الآونة الأخيرة، عن اكتشاف نوع غريب مثل الحبار الزجاجي والأسماك ذات الأنياب، والعديد من الكائنات الأخرى، التي تنمو في عمق يصل إلى 26686 قدمًا تحت سطح الماء، وكل ذلك يجعلنا نتأكد أنه رغم ما وصل له العلم من تقدم وإمكانات، ما زال هذا المكان من كوكب الأرض، يمثل لغزًا محيرًا وكبيرًا، وفي التالي نستعرض عددًا من تلك الكائنات الخارقة، التي تم الكشف عنها في الآونة الأخيرة.
الحبار الزجاجي
يعد مخلوق الحبار الزجاجي أو الشبحي، واحدًا من تلك الكائنات البحرية الغريبة المكتشفة مؤخرًا، ويرجع تسميته إلى الطريقة التي تظهر بها أعضائه الداخلية، فهي مرئية للجميع، لأنه يتميز بجلده الشفاف، ما يجعل من يقترب منه يرى جهازه الهضمي بوضوح، كما أنه يتربص في المياه المظلمة، ويحتفظ بمحلول الأمونيا داخل جسمه، ما يساعده على الطفو، وذكر الباحثون، أن مقاسه لا يتعدى الـ20 بوصة، ويشبه إلى حد كبير البالون.
وفي أوقات الخطر، يمكن أن يلتف على شكل كرة عن طريق حشو رأسه ومخالبه داخل نفسه، فوفقًا لمؤسسة «وودز هول» لعلوم المحيطات، فإن تبديل جلدهم الشفاف إلى أسود مموه، هو أيضًا قدرة أخرى للحبار، وهو ما يفعله عن طريق حقن نفسه بالحبر، كما ذكرت المؤسسة، أن هناك ما لا يقل عن 60 نوعًا من الحبار الزجاجي، والتي غالبًا ما تعيش في المياه السطحية خلال شبابها قبل التوجه إلى «منطقة الشفق» مع تقدمهم في العمر، وبعض الأنواع تعيش حتى 2000 متر، أي ما يعادل (6000 قدم) تحت سطح البحر، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
سمكة الحلزون
وفي 2017، شوهد في خندق إيزو أوغساوارا جنوب اليابان، نوعًا من الكائنات اللاقشرية، وعرفت بأنها أعمق سمكة حية في العالم، حيث توجد على عمق أكثر من 26686 قدما، أي ما يعادل أكثر من 8 آلاف متر تحت الماء، وسميت بسمكة مارينا الحلزوينة، التي تمتاز بأنها شفافة للغاية، كما أنها أحد أعلى الحيوانات المفترسة في العمق التي تعيش فيه، وتتغذى على القشريات والروبيان في أعماق تصل طول جبل «إيفرست» تحت سطح المحيط.
وقال الدكتور آلان جاميسون من جامعة أبردين سابقًا «هذه السمكة العميقة حقًا لم تشبه أي شيء رأيناه من قبل، ولا تبدو أي شيء نعرفه، فإنها هشة بشكل لا يصدق، مع زعانف كبيرة تشبه الجناح ورأس يشبه كلب الكرتون، ونادرًا ما يرى البشر هذه السمكة لأنها تبعتد عن المياه المضيئة بنور الشمس».
سمكة الناب
ترجع شهرة اسم هذه السمكة التي تحمل اسمًا يحمل وصفها الدقيق، إلى أنيابها الحادة المرعبة، وفكها الضخم بشكل غريب ومخيف، فوفقًا لمؤسسة سميشسونيان، بأن لدى تلك السمكة أكياسًا في الفم، تمنعها من جرح نفسها بأسنانها، وتعتبر أسماك الناب أيضًا من أعمق الأسماك الحية التي نعرفها، التي غالبًا ما تتواجد في عمق أكثر من 5000 متر تحت سطح الماء، لكن تظهر عادة في المياه المضيئة بنور الشمس بحثًا عن الطعام في وقت متأخر من الليل.
سمكة التنين
قد تبدو تلك السمكة الغامضة في أعماق البحار بشكل متلألئ، جذاب بلون معدني يجعلها تظهر جميلة جدا مثل سمك الزينة، حتى لا يستطيع أي صياد من اصطيادها، لكن لا تنخدع فكل ذلك قناع تمويه مثالي للتسلل إلى فريستها، وفي حين أنها تتميز بأنها سباحة قوية، لكنها تفضل نصب الكمائن بصبر للأسماك والقشريات الأخرى، وغالبًا ما يستخدمون الضوء كخدعة ذكية لجذب فرائسهم، وذلك بفضل الخيوط الضوئية التي تمتد من ذقونهم، وعندما تريد تلك السمكة أن تختئ بقوة تستخدم أداة تسمى بالإضاءة المضادة لإخفاء صورتهم الظلية مما يجعلهم يندمجوا أكثر مع البيئة المحيطة.
سمكة المجداف
تعرف تلك السمكة في أنحاء كثيرة من العالم بأنها نذير للأخبار السيئة، فهناك اعتقاد شائع ولكنه غير مثبت علميًا بأن مشاهدة أسماك المجداف هي تحذيرَا من الكوارث الطبيعية القادمة، حيث يقال أنها تظهر قبل موجات المد أو الزلزال، ومن النادر جدًا رؤيتها في المياه المضيئة لأنها عادة تسبح في عمق يتراوح بين 198 مترًا إلى 1005 مترًا تحت سطح البحر، ويصل طولها إلى 50 قدمًا ولأنهم يتكاثرون في الأعماق فالقليل منهم يستطيع البقاء على قيد الحياة عند سباحته في المياه الضحلة حيث تكون التيارات البحرية أكثر اضطرابًا.
سمكة القرش المزركش
للوهلة الأولى قد يخطئ البعض في اعتبار ذلك المخلوق ثعبان البحر، ولكن هذا النوع البني يعرف باسم القرش المزركش، وسميت بذلك الاسم لأنها تحتوى على 6 أزواج من الخياشيم والزعانف الظهرية البارزة، وصدق أو لا تصدق فيعود أصل ذلك القرش إلى 80 مليون سنة، كما أنه واحدًا من نوعين لا يزالان على قيد الحياة من هذه الفترة الزمنية، وعادة ما يحتوي ذلك النوع من القروش، على 300 سن، وينمو طوله إلى 1.5 متر في كثير من الحالات، كما أنها تعيش في أعماق تتراوح بين 120 مترًا، إلى 1280 مترًا تحت سطح الماء.