علاقات و مجتمع
الطفل المعمّر صانع البهجة والدهشة، رغم تخطيه 77 عامًا ظل شاعر العامية شوقي حجاب محتفظًا بذلك الطفل الذي ملأ العالم ضجيجا، فهذا هو الوصف الذي منحه له المركز القومي لثقافة الطفل، عندما أصدر كتابا يحكي تاريخه، لعب وجد وشعر وغناء، وتمثيل وثقافة فوق العادة.
ورحل عن دنيانا اليوم وذلك بعد صراع مع مرض السرطان، ولكن حياته الثرية امتلأت بالأسرار، بداية من العيش بين 7 أخوة، وحتى فقد أقربهم إليه سيد حجاب، حتى انتهت الرحلة بعدما قدم إرثًا ثريًا يعيش للأطفال ولأسرته ومحبيه في كل العالم العربي.
طفولته ونشأة أول سر من نجاحه
نشأ الشاعر شوقي حجاب في قرية المطرية بمحافظة الدقهلية، وهي قرية ساحلية يغلب عليها الصيادون بحياتهم البسيطة، ارتبط في قريته بالغناء فلكل مناسبة فلكلور للغناء، الحج، العيد، الزواج، والإنجاب والسبوع والحج، فكانت القرية غنية جدا فلكلوريا، كما أن الألعاب ساهمت في تكوينه، حيث كان يلعب في القرية ألعابا ذهنية وحركية بسيطة، ما جعله يحمل طفولة ثرية جدا، بحسب ما حكى هو في أحد اللقاءات التلفزيونية.
والده من أهم أسرار حياته
رغم أن والد شوقي حجاب لم يكمل تعليمه الأزهري إلا أنه كان مثقفا فذ، فملأ البيت بالجرائد والمجلات، وكثير القراءة متفتح العقلية ويحاول دائما أن يجعل أولاده في مرتبة مرتفعة من الثقافة والعلم، ويعتبر هو أحد أهم أسباب تكوينه الشعري، فـ شوقي ترتيبه السابع بين أخوته الـ9 كان الأب يقول بيت شعري ويطلب من الأبناء إكماله كل ببيت شعر من تأليفه هو، وهكذا حتى أن البيت كان ممتلأ بالمجلات والكتب التي حرص الأب على إحضارها.
كيف وصف شوقي حجاب والدته.. السر في بساطتها
كانت سيدة مميزة استثنائية، وجمالها كان في بساطتها الشديدة، إتقانها التمثيل والتقليد، والحكي، ومهارات إدارة منزل به 9 أطفال ووالدهم، هكذا تأثر بها شوقي حجاب، حتى وصفها في بيت شعري ليلخص سر من أسرار علاقته بها: أمي دهي اللي عيونها بتسقي العالم محيطات شربات.. وحنانها يفرش كوكب فيه نهرين وسبع قارات.
سجن في الثانوية أثقل الموهبة
اتهم الشاعر شوقي حجاب بالشيوعية وهو أكثر ما أزعج والده الأزهري، فكيف يتهم نجله بالانتماء لتيار لا يعترف بالأيدان؟، ولكن على الرغم من ذلك كان هذا السجن في المدرسة الثانوية بينما يدرس ولمدة 3 شهور أكثر ما ساعده على احتراف موهبة الشعر وتأليفه، فقد سجن في مكتب الناظر، صباحا يذهب للدراسة وفي المساء يؤلف الشعر ليلقيه على زملاؤه في طابور المدرسة صباحا.