شهدت النيجر محاولة انقلاب، اليوم، احتجز خلالها عناصر من الحرس الرئاسي الرئيس محمد بازوم فيما منحهم الجيش “مهلة” لإطلاق سراحه، وفق ما أفادت مصادر عدة.
ودان الاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والاتحاد الأوروبي ما وصفته الجهات الثلاث بـ”محاولة الانقلاب”، وهو وصف للأحداث الجارية أكده مصدر مقرّب من بازوم توقّع فشل الخطوة.
انتُخب بازوم، الحليف المقرّب لفرنسا، عام 2021 على رأس الدولة الغارقة في الفقر والتي تعاني عدم الاستقرار.
وأغلق عناصر الحرس الرئاسي صباح اليوم جميع المداخل إلى مقر إقامة الرئيس ومكاتبه. وبعد انهيار المحادثات “رفضوا الإفراج عن الرئيس”، وفق ما ذكر المصدر في الرئاسة.
وأضاف المصدر ذاته الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن “الجيش منحهم مهلة”.
وقالت الرئاسة في رسالة نشرتها على تويتر الذي تغيّر اسمه إلى “إكس” “انتابت لحظة غضب عناصر من الحرس الرئاسي.. وحاولوا من دون نجاح كسب دعم القوات المسلحة الوطنية والحرس الوطني”.
وأضافت أن “الجيش والحرس الوطني على استعداد لمهاجمة عناصر الحرس الرئاسي المتورطين في لحظة الغضب هذه ما لم يعودوا إلى صوابهم”.
وتابعت أن “الرئيس وعائلته بخير”.
لم تكشف الرئاسة عن سبب الغضب الذي شعر به عناصر الحرس الرئاسي.
وتم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المجمع الرئاسي في نيامي رغم عدم وجود اي انتشار غير عادي للجيش أو أصوات إطلاق نار في المنطقة بينما بدت حركة السير طبيعية، وفق مراسل “فرانس برس”.
وأصدر الاتحاد الإفريقي و”إيكواس” بيانين منفصلين دانا فيهما “محاولة الانقلاب”.
ودعت “إيكواس” إلى إطلاق سراح بازوم فورا وبدون شروط وحذرت من أن جميع المتورطين يتحملون المسؤولية عن سلامته.
وقال المصدر المقرّب من بازوم إن محاولة الاستيلاء على السلطة “مصيرها الفشل”.
ودان الاتحاد الاوروبي على لسان مسؤول السياسة الخارجية فيه جوزيب بوريل “أي محاولة لزعزعة الديموقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر”، مؤكدا أن التكتل ينضم الى “إيكواس” في تنديدها بما يحصل.
شهدت الدولة الواقعة في منطقة الساحل أربع عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 وعدة محاولات أخرى للاستيلاء على السلطة، وقعت إحداها في عهد بازوم أيضا.
وقعت آخر عملية انقلاب في البلاد في فبراير 2010 عندما أُطيح بالرئيس حينذاك محمد تانجا.
وكانت هناك محاولة انقلاب قبل أيام فقط من تنصيب بازوم في أبريل 2021، وفق ما ذكر مصدر أمني حينذاك.
وتم حينها توقيف عدد من الأشخاص بينهم زعيم المتمردين المفترض، وهو قيادي في سلاح الجو يدعى ساني غوروزا.
وتم توقيفه في بنين المجاورة وتسليمه إلى السلطات النيجرية.
واعتُقل عثمان سيس، وهو وزير سابق للداخلية في عهد الحكومة العسكرية الانتقالية التي حكمت من العام 2010 حتى 2011، في أبريل 2022 للاشتباه بتورطه في العملية.
وتمّت تبرئته في فبراير هذا العام، لكن حُكم على غوروزا وأربعة أشخاص آخرين بالسجن 20 عاما.
ووقعت محاولة ثانية للإطاحة ببازوم في مارس هذا العام “بينما كان الرئيس في تركيا”، بحسب مسؤول نيجري أكد توقيف شخص.
ولم تعلّق السلطات علنا قط على الحادثة.
وفي يناير 2018، قضت محكمة عسكرية بسجن تسعة جنود ومدني لفترات تراوح ما بين خمسة و15 عاما لمحاولتهم الإطاحة بمحمد إيسوفو، سلف بازوم، عام 2015.
ومن بين المدانين الجنرال سليمان سالو، وهو رئيس أركان الجيش السابق وعضو في المجموعة العسكرية التي أطاحت بتانجا في 2010.
وتشكل الصحراء ثلثي مساحة النيجر الواقعة في قلب منطقة الساحل القاحلة في غرب إفريقيا وتحتل مرتبة متأخرة على مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة.
وتعداد الدولة الإفريقية 22,4 مليون نسمة، وهو عدد يرتفع بشكل متسارع نظراً إلى بلوغ معدل الولادات سبعة أطفال لكل امرأة.
تعاني البلاد تحركين للمتطرفين: الأول في الجنوب الغربي تنفذه عناصر قدمت من مالي المجاورة عام 2015، والآخر في الجنوب الشرقي ينفذه متطرفون مقرهم شمال شرق نيجيريا.
فر مئات الآلاف من منازلهم، ما تسبب بأزمة إنسانية وفاقم الضغط على الاقتصاد.
وتلقى الجيش النيجري تدريبات ودعم لوجستي من الولايات المتحدة وفرنسا، علما بأن للدولتين قواعد عسكرية في البلاد.
كما تعد النيجر مركزا للعمليات الفرنسية لمكافحة المتطرفين في الساحل، والتي أعيد النظر فيها بعدما انسحبت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو إثر الخلافات السياسية مع البلدين.