يعتمد أكثر من 400 مليون شخص حول العالم على إمدادات الحبوب الأوكرانية الحيوية لضمان أمنهم الغذائي، وخاصة في بلدان آسيا وأفريقيا. برفضها تمديد مشاركتها في مبادرة الحبوب في البحر الأسود تعرض روسيا ملايين الأشخاص حول العالم لخطر الجوع علما بأن هذه الخطوة تؤدي حتما إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. هذا جزء من استراتيجية روسية متعمدة لزعزعة استقرار بلدان آسيا وأفريقيا نتيجة الأزمة الغذائية الحادة (من صنع الإنسان) ما يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وهجرة وأزمات سياسية.
مباشرة بعد إلغاء صفقة الحبوب، هاجمت روسيا الموانئ البحرية الأوكرانية الرئيسية، أوديسا وتشيرنومورسك، بالعديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار. روسيا تضرب عمدا المدن الأوكرانية التي تعتبر حيوية للأمن الغذائي العالمي، من أجل تحقيق أهدافها السياسية المذكورة أعلاه.
في العام الماضي، اتحد العالم لضمان صادرات الحبوب الأوكرانية، التي تم حظرها بسبب الحصار البحري الروسي للموانئ البحرية الأوكرانية. بمساعدة الأمم المتحدة وتركيا تمكنا من تصدير ما يقارب 33 مليون طن متري من المنتجات الزراعية إلى 45 دولة. بفضل مبادرة الحبوب في البحر الأسود تمت بالحبوب الأوكرانية تغطية أكثر من نصف الإمدادات العالمية من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
على الرغم مما تقوله الدعاية الروسية تم توجيه حوالي ثلثي الحجم الإجمالي للصادرات الأوكرانية إلى البلدان النامية وإلى البلدان الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الحاد في بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. لجميع الناس في جميع أنحاء العالم الحق في الاستقرار. اليوم هو الوقت المناسب لحماية حقنا الجماعي في الاستقرار من النظام الإرهابي الذي يدمر حياة ملايين الناس.
في هذا الصدد، أرسلت أوكرانيا رسائل رسمية إلى رئيس تركيا والأمين العام للأمم المتحدة مع اقتراح لمواصلة مبادرة حبوب البحر الأسود أو نظيرتها في شكل ثلاثي. يمكننا ضمان الأمن الغذائي العالمي بدون روسيا إذا قررت موسكو اللجوء إلى الابتزاز. لن نسمح لروسيا باستخدام الغذاء كسلاح ولهذا نحن بحاجة إلى اتخاذ موقف قوي ومشترك.