اليمن /الأناضول
قوبلت حادثة مقتل موظف أممي بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، بإدانات محلية ودولية واسعة.
وظهر السبت، أعلنت الشرطة اليمنية القبض على منفذي جريمة اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي الأردني مؤيد حميدي في محافظة تعز جنوب غربي البلاد.
وقالت شرطة محافظة تعز في بيان مقتضب نشرته على حسابها في فيسبوك، إن “الأجهزة الأمنية في تعز ضبطت المنفذين المباشرين وأكثر من 10 آخرين مشاركين في جريمة اغتيال مدير برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي في مدينة التربة جنوبي المحافظة (تعز)”.
والجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في بيان، “مقتل أحد موظفيه برصاص مسلحين مجهولين في مدينة التربة بمحافظة تعز”.
وقبلها بساعات، قال مصدر أمني يمني في تعز للأناضول، إن “مسلحا على متن دراجة نارية أطلق النار على موظف في برنامج الأغذية العالمي أثناء خروجه من أحد المطاعم بمدينة التربة جنوب تعز، ما أدى إلى مقتله”.
*إدانات دولية
وتعليقا على الحادثة، أدان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان مقتضب الجمعة، “مقتل الموظف المتفاني في برنامج الأغذية العالمي مؤيد حميدي”، وأضاف: “نشاطر الحزن والأسى مع مجتمع العمل الإنساني في اليمن لهذه الخسارة الأليمة”.
بدوره، قال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، في بيان الجمعة، “تدين الولايات المتحدة مقتل أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي في اليمن”.
وفي السياق، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، الجمعة، “ندين بشدة حادثة القتل الوحشي لعضو فريقنا في اليمن مؤيد حميدي”.
وشددت عبر تغريدة في تويتر على أنه “يجب محاسبة المسؤولين على الحادثة.. لا ينبغي أن يكون عمال الإغاثة هدفا أبدا”.
* إدانات محلية
على الصعيد المحلي، أدانت وزارة الخارجية اليمنية بأشد العبارات، السبت، “عملية الاغتيال الجبانة التي طالت مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في تعز، الذي كان يقوم بواجبه الإنساني في المحافظة التي تعاني من آثار حصار الحوثيين”.
وشددت الوزارة في بيان اطلعت عليه الأناضول، على أنها “لن تدّخر أي مجهود لتنفيذ توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، لإنفاذ العدالة وإلقاء القبض على العناصر الإجرامية التي ارتكبت هذه الجريمة الشنيعة”.
من جانبه، أدان الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام “حادثة الاغتيال”، في تصريح أوردته قناة “المسيرة” الفضائية التابعة للجماعة مساء الجمعة.
وقال إن “الانفلات الأمني” يعم جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وأن ذلك يترافق مع “تردّي الوضع الاقتصادي وانهيار للعملة”، وفق تعبيره.
بدوره، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في الحكومة، في بيان مساء الجمعة، الحادثة التي وصفها بـ “العملية الإرهابية الجبانة”.
واعتبر المجلس المسيطر على عدة محافظات، أن “مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف أنبل وأسمى الأعمال الإنسانية وفرقها التابعة للأمم المتحدة، لا تنطلق إلا من فكر إرهابي متطرف”.
من جهتها، أدانت فروع الأحزاب السياسية بمحافظة تعز، في بيان مشترك مساء الجمعة، حادثة مقتل الموظف الأممي.
وشددت الأحزاب على أن “الرصاصات التي استهدفت الراحل إنما استهدفت قلب تعز المحاصرة ومظلوميتها الكبيرة جراء الحرب والحصار (من قبل الحوثيين)، تزامنًا مع اختيار المحافظة كنموذج لتطبيق مشروع الانتقال للمشاريع المستدامة من قبل المنظمات الدولية”.
وأبرز هذه الأحزاب: المؤتمر الشعبي العام (ليبرالي)، التجمع اليمني للإصلاح (أكبر حزب إسلامي)، الحزب الاشتراكي (يساري)، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري (قومي)، واتحاد الرشاد اليمني (سلفي).
ودعت الأحزاب “السلطة المحلية والأجهزة الأمنية إلى عمل كل ما من شأنه محاصرة الجريمة وحماية أمن المواطن والقادمين إلى تعز عبر خطة أمنية متكاملة”.
وفي السياق، قال رئيس البرلمان اليمني الشيخ سلطان البركاني، إن حميدي “قُتل على يد عصابة مجرمة طعنت السلام والأمن والاستقرار في محافظة تعز باعتدائها الآثم على رجل كان يحمل الدعم الإنساني والأخوي الصادق لأبناء الشعب اليمني”.
وأضاف باتصال هاتفي أجراه مساء الجمعة مع نظيره الأردني أحمد الصفدي، أن الراحل “كان نموذجًا للمواطن الأردني المتميز، وعنواناً للدور الأردني في مؤازرة اليمن”، وفق وكالة الرسمية “سبأ”.
ويتقاسم الجيش والحوثيون السيطرة على محافظة تعز، وتتهم منظمات حقوقية إنسانية جماعة الحوثي بفرض حصار على مركز المحافظة (يحمل الاسم نفسه) منذ اندلاع النزاع في 2015، ومنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان، الأمر الذي تنفيه الجماعة.
ويشهد اليمن منذ 9 أعوام حربا بين القوات الحكومية ويدعمهم التحالف العربي بقيادة الجارة السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، ما خلّف أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد بالاقتصاد.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات