يوافق اليوم الجمعة 21 يوليو 2023 الذكرى الـ63 لافتتاح مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، الذي تم تشيده في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بقرار منه، وتم البدء في بناءه في أغسطس 1959 حتى تم الانتهاء منه وافتتاحه في 21 يوليو من عام 1960 ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو.
الذكرى الـ63 لتأسيس مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري
وتزامنًا مع حلول الذكرى الـ63 لـ مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري «ماسبيرو»، يمكن الإشارة إلى طريقة تأسيس المبنى هندسيًا بحيث لا يتأثر بذبذبات الصوت، وأيضًا آلية العمل داخله لإخراج البرامج الإذاعية والتليفزيونية على أكمل وجه.
وقدمت الهيئة الوطنية للإعلام فيلمًا تسجيليًا لتوثيق بناء الاستوديوهات وانطلاق البث في مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري «ماسبيرو»، أشار إلى أن بناء دار للإذاعة والتليفزيون احتاج إلى معالجة صوتية خاصة ودراسة دقيقة لمقدار امتصاص المواد للذبذبات الصوتية، وأن الاستوديوهات بُنيت بطريقة خاصة؛ فبعد بناء الحائط الأصلي يُبنى بداخله حائطًا آخر غير متسق به يُحمل على يايات تعزله عن الأرض الأصلية.
التأسيس الهندسي لمبنى ماسبيرو
كما تُغطى الأرض بطبقتين سميكتين من الصوف الزجاجي ثم يفرش فوقهما ورق مطلي ومن فوقه يوضع حديد التسليح وتصب فوقه الخرسانة لتكون أرض الاستوديو الجديدة معزولة تمامًا عن الأرض الأصلية، كما بُنيت الأسقف بطريقة مماثلة لتكون معزولة أيضًا؛ إذ أنها تُحمل على أسياخ حديدية تتدلى من السقف الأصلي ويفصل بينها حمالة في وسطها بأي معزول، كما تُزخرف الأسطح والحواف من الداخل بمواد ماصة للصوت بطريقة جميلة وجذابة، وتُبطن أولًا بصوف زجاجي خاص، ثم ألواح مختلفة الأشكال يتم اختبارها في معمل الصوتيات، على أن يتم بعد بناء الاستوديو بالكامل اختباره اختبارًا دقيقًا لتحديد مدى صلاحيته، ومن ثم تُركب به الآلات والمعدات الخاصة بالإرسال والتسجيل.
آلية العمل داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون
كما احتوى مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري على شبكة من التليفونات تتسع لأكثر من ألفي خط تتجمع في سنترال أوتوماتيكي يربط جميع الأقسام الإذاعية والتليفزيونية، ومع تأسيس المبنى نشأت عدة أقسام ومهارات في الأعمال الإذاعية والتليفزيونية لم تكن موجودة في مصر من قبل؛ فنشأ قسم لعمل الخدع السنيمائية وأفلام الرسوم المتحركة، والتي كانت تُرسم على لوحات شفافة تحتوي كل منها على جزء من الصورة حتى يسهل تحريكه منفصلًا عن الأجزاء الأخرى، وبعد الانتهاء من الرسم تبدأ عملية التصوير على جهاز خاص ثم يتم تحميض الفيلم وطبعه بمعامل التليفزيون ليُعرض الفيلم بعدها في أجهزة خاصة تعرف بأجهزة التليسين.
ووفقًا للفيلم التسجيلي، فقد كان لعامل الوقت أهمية قصوى في العمل داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري منذ تأسيسه ليتم بث البرامج الإذاعية والتليفزيونية في مواعيدها المحددة، فقد احتوى المبنى على ساعة مركزية تتحكم في تسهيل وضبط كل الساعات الموجودة بالدار، إلى جانب عدد من الساعات الأخرى وكل واحدة من هذه الساعات تدير 20 ساعة أخرى موزعة في جميع أنحاء المبنى.
استخدام أجهزة حديثة
وكانت الأجهزة الحديثة التي جرى العمل بها في مبنى ماسبيرو تتمكن من تسجيل الصوت والصورة لأي برنامج تليفزيوني على شريط مغناطيسي واحد، وتولى الإشراف على التسجيل فنيون يتحكمون في جودة التسجيل حتى يأتي على أكمل وجه، وكانت أي صورة تذاع على الهواء تخرج من حجرة المراقبة الرئيسية التي تربط جميع استوديوهات وأجهزة التليفزيون العربي بعضها البعض، وتُرسل إليها جميع البرامج المسجلة أو المذاعة على الهواء لتذيعها هذه الحجرة على القنوات المختلفة.